السبت، 12 أكتوبر 2013

اخوان سورية وتصريحات المراقب العام



بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي


لاشك ان الكلمات التي قالها المراقب العام للاخوان المسلمين في سورية السيد رياض الشقفه حول السعودية وعلاقة اخوان سوريا بها انما جاءت لتؤكد ان جماعة الاخوان المسلمين في العالم وان تشابهت في الاسم الا انها لا تتشابه في الافكار والتبعية ويرى المراقبون والمحللون ان هذه الكلمات او التصريحات انما هي رسالة واضحة للمملكة العربية السعودية باننا كإخوان سورية نثمن للسعودية مواقفها الداعمة لكل القضايا ولا نربط علاقتنا المتميزة بالرياض بما يحدث في مصر او غيرها فكل بلد له خصائصه ، وايضاً يرى المهتمون بأن هذه التصريحات تعكس مدى الوعي والاستقلالية لدى جماعة اخوان سورية وعدم التبعية لا لايران ولا لغيرها وانهم في صراعهم مع النظام السوري انما هم يطلبون الحرية والاستقلالية ويقفون مع الشعب صفاً واحداً فهم جزء من نسيجه ومكوناته ، والمعروف ان اخوان سورية ومنذ بداية الثورة السورية قد اختلفوا في عدد من النقاط مع اخوان مصر حول موضوع ايران وحماس وحزب الله الذين يعتبرون من اكثر الداعمين للنظام السوري في الوقت الذي كان التقارب الكبير بين اخوان مصر وحماس وطهران وحتى حزب الله واضحاً وجلياً ولا يخفى على احد ، فالاخوان في سورية ومنذ مطلع الثمانينات كانت لهم رؤية خاصة تختلف عن غيرهم بسبب صراعهم المبكر مع النظام السوري في الوقت الذي كانت تتهافت الاحزاب الدينية والاسلامية عموماً الى دمشق لتقدم آيات الولاء والطاعة للنظام السوري مقابل دعم مادي او ايجاد مكتب تمثيلي لها في احد شوارع العاصمة السورية ولا ادل على ذلك من جماعات الجهاد في فلسطين وحركة حماس وإخوان مصر وعشرات الاحزاب الدينية الصغيرة في شتى انحاء العالم والذين كانوا يفتخرون بعلاقاتهم المميزة مع دمشق ومع النظام السوري .. وان كان بعضهم قد استيقظ مؤخراً بعد سيول الدم والخراب الا ان البعض الاخر لم ولن يستيقظ لانه في الاصل صنيعة سورية – ايرانية بإمتياز واستيقاظه يعني موته سريرياً فبقاءه مرهون بسباته .
ونستطيع القول انه بعد تصريحات المراقب العام مؤخرا حول رؤيتهم للاحداث يجب علينا ان لا نحمل الاخوان المسلمين في سورية فوق ما يحتملون وعلينا ان لا ننسى انهم من اكثر الاحزاب والتنظيميات الاسلامية تضحية فما قدموه خلال اكثر من 30 عام يفوق كثيراً ما قدمه الاخرون خلال نفس الفترة ، وحتى لحظة كتابه هذه السطور لا ارى ان اخوان سورية يسيرون في اتجاه اي جماعة اخرى من الاخوان المسلمين واعتقد انا وكل المهتمين والمراقبين بالشؤون السورية وبالاحزاب والتنظيمات ان كل ما يربط الاخوان المسلمين في سورية مع التنظيم الدولي للاخوان المسلمين انما هو الاسم فقط الا اذا ثبت عكس ذلك ومن اجل هذا فقد ادركت القيادة العامه المشتركه للجيش الحر وقيادة الاركان تلك النقطة وقدمت نصيحه للاخوان المسلمين بتغير الاسم طالما ان الهدف هو خدمة الوطن السوري وبناء مؤسساته " وقالت في بيان لها  ندعو جماعة الاخوان المسلمين ان انشاء حزب وطني لا يحمل اسم الاخوان المسلمين على اعتبار ان هذا الاسم صار الان مرتبطاً اكثر من اي وقت مضى بالتبعية لإيران ولسورية بسبب اخوان مصر وها نحن نرى ان رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل استغل فرصة ركود الثورة وتقلبات العالم تجاه القضية السورية فسارع الى ارسال وفد كبير من حماس الى ايران لتقديم ايات الاعتذار والندم وطلب الصفح والغفران والاستعداد للعودة الى حظيرة النظام السوري من جديد . متجاهلاً الدماء السورية التي اريقت والمذابح الرهيبة التي فاقت كل تصور ودعا بسخافة معهودة منه الى توجيه البندقية الى فلسطين وليس الى النظام السوري وهي دعوة تحمل سماً زعافاً بكميات كبيرة داخل القليل من العسل إذ انه لم يقل لنا كيف نوجهها ومن اين وكيف اذا كان النظام السوري يذبح السوريين نيابة عن اسرائيل وبتفويض منها ؟ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.