الثلاثاء، 24 يوليو 2012

المراحل الثلاث للعلاقة السورية الماليزية

الجالية السورية في ماليزيا

تنقسم الجالية السورية في ماليزيا إلى فئتين أساسيتين وهما فئة الطلبة في الجامعات الماليزية المختلفة وفئة المقيمين من تجار وعمال ومهنيين وهم قلة نوعا ما وتتنوع أعمالهم ما بين التجارة والمهن الخدمية كالمطاعم والمحلات التجارية العامة ، وقد عرفت ماليزيا قدوم السوريين إليها منذ عشرات السنين وتحديدا منذ مطلع الثمانينات حيث وصل إليها عدد من السوريين التجار في طريقهم إلى باقي دول آسيا وكان وقتها السيد الدكتور محاضير محمد قد أطلق تشجيعا لقدوم الكفاءات العربية لماليزيا وبالفعل استجابت العديد من الشخصيات والمؤسسات التجارية السورية المقيمة تحديدا في الخارج مثل الإمارات والسعودية . وقد تعرف عدد من السوريين على ماليزيا أثناء سفرهم إلى تايلند للتجارة فوقتها كانت تايلند هي الأولى في تصدير الألبسة والأقمشة وبعض المنتوجات للدول العربية قبل أن تسحب الصين - وتحديدا كوانزو - البساط من تحت قدميها ، والسوريون الآن يعتبرون ماليزيا بلدا متفتحا ومتطورا ويستحق الاهتمام كما أن ماليزيا مطمح السوريين الباحثين عن الإقامة الهادفة والاستثمار الآمن .

مراحل العلاقة السورية الماليزية

مرت العلاقات الرسمية السورية - الماليزية بثلاث مراحل هامة :

المرحلة الأولى

عندما كانت سورية شبه مغلقة في عهد الرئيس حافظ الأسد حيث اعتبرت ماليزيا دولة موالية للغرب ولم تكن تهتم لتطوير العلاقة معها وبالتالي كانت ماليزيا تتخوف من السياسة السورية والنظام المغلق بشكل عام في تلك المرحلة ولم تكن هناك أي علاقات دبلوماسية بين البلدين وكان المواطن السوري يحصل على تأشيرة لمدة أسبوعين فقط لا تجدد عند وصوله إلى أي منفذ ماليزي في حين كان الماليزيون يتخوفون من السفر للدراسة والإقامة في سورية لعدم وجود أي تعاون وقتها .

المرحلة الثانية

 هي مرحلة الانفتاح السوري على الخارج بعد استلام الرئيس بشار الأسد لمقاليد الحكم وقد شهدت العلاقات السورية الماليزية تطورا كبيرا بعد أن شعرت سورية بأهمية ماليزيا في المنطقة وكذلك بعد أن نجح النظام الاقتصادي الماليزي في فرض هيمنته على دول جنوب شرق آسيا "آسيان" واعتبر أهم نمر من نمور آسيا حيث وصلت ماليزيا إلى مصاف الدول الكبرى وشهدت تطورا شاملا اقتصاديا وسياسيا واستثماريا ، ومن هنا بدأت العلاقة تتطور تدريجيا حيث تم افتتاح السفارات في كل من دمشق وكوالالمبور وأخذت العلاقات تنمو شيئا فشيئا إلى أن بدأت المشاريع الماليزية الاستثمارية تتجه إلى دمشق وكذلك الخبرات الماليزية في شتى المجالات والتي كانت ترحب بها دمشق باستمرار وقد انعكس هذا التطور إيجابيا على المواطن السوري حيث أصبح مرحبا به في ماليزيا وكذلك حظي الطالب السوري ببعض التسهيلات التي تساعده على إكمال دراسته في مختلف الجامعات الماليزية فأصبح المواطن السوري يحصل على فترة شهر أثناء دخوله إلى ماليزيا وما لبثت أن تطورت إلى 3 شهور متبادلة لكل من مواطني الدولتين .

المرحلة الثالثة

هي المرحلة الحالية التي تمر بها سورية بعد أن تفجرت الثورة فيها ونددت ماليزيا أكثر من مرة بالمجازر التي يتعرض لها السوريون على أيدي النظام إلا أن السياسة الرسمية الماليزية قائمة أساسا على التمهل وعدم التسرع وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، ولكن الشارع الماليزي بمختلف أطيافه بات يتسائل كثيرا عن حقيقة ما يجري وخصوصا لأن هناك العشرات من مواطني ماليزيا لا يزالون يتلقون علومهم الدينية في سورية ومنهم من رفض العودة مع الأفواج الأولى وآثر البقاء في دمشق لتأخر الأحداث فيها إلا أنهم الآن بدءوا بالعودة وقد ظهر على وجوه بعضهم الذهول والتساؤل مما جرى ويجري دون أن يجدوا إجابة شافية على تساؤلاتهم . ونستطيع القول أن الإحصاء الرسمي للحكومة الماليزية قد أشار إلى ندرة المشاكل والمخالفات التي يرتكبها السوريون المقيمون في ماليزيا قياسا ببعض الجاليات العربية الأخرى ، كما أن هناك شخصيات سورية ناجحة جدا أقامت واستثمرت في ماليزيا ولها حضور تجاري واقتصادي ناجح ومعروف كما أن الجالية السورية في ماليزيا من أقل الجاليات مخالفة للقوانين الماليزية .


د. رشيد بن محمد الطوخي

الأحد، 22 يوليو 2012

شعب سورية العظيم

الشعب السوري قال كلمته وأرخص الدم والروح في سبيلها


لا شك أن الأحداث التي مرت - ولا تزال - بها سورية تكاد تكون فريدة في نوعها من حيث الفعل ورد الفعل سواء من جانب المعارضة الشعبية المصممة على نيل حريتها ولو كلفها ما كلف أو جانب النظام السوري المصمم أيضا على مواصلة القتل والتشريد ولو قتل نصف الشعب .. نعم إن سير الأحداث أذهل العالم حتى أن بعضا من وزراء دول الغرب أشاروا إلى تضحيات السوريين الأبطال فوزير خارجية فرنسا قال أن الشعب السوري يبرهن على شجاعة كبيرة ، وكذلك أكثر من مرة صرحت وزيرة الخارجية الأمريكي هيلاري كلينتون أنها تحيي تلك التضحيات التي يقدمها الشعب السوري . ولا شك أيضا أن ما مر بالشعب السوري فاق كل تصور فلم يكن أحد يتوقع أن الجيش السوري وأجهزة الأمن ستقوم بتلك المجازر البشعة والشنيعة والتي أذهلت إسرائيل قبل غيرها لدرجة أن الكيان الصهيوني لم يعد يخفي حرصه على بقاء الأسد في السلطة .. كيف لا وهو لا يضاهيه في القتل والبطش وتدمير المدن . الشعب السوري قال كلمته وأرخص الدم والروح في سبيل تلك الكلمة وعندما هب وانتفض لم يكن يحسب للقرارات الدولية أو الأمم المتحدة أو اي أحد غير الله عز وجل أي حساب .. فهو اعتمد على خالقه وأخلص النية وبدأ بالعمل وسار بالطريق ، ومن سار بالدرب وصل ، وكل ما يفعله النظام السوري يوميا من قتل وتدمير وتشريد وفظائع إنما هي أحقاد دفينة الان يظهرها ، وها نحن نرى كيف أن الذين خدعوا به سنوات طويلة عرفوا الآن "أي نظام دموي كانوا يخدمون" .تحية لشعب سورية البطل .. صاحب الأساطير والمعجزات .. نعم فإن أكبر معجزة حققها هي أنه وقف في وجه هذا الحقد وصمد أمام كل تلك المجازر والويلات.

د. رشيد بن محمد الطوخي

الخميس، 19 يوليو 2012

اضواء على قيام الدولة العلوية في سورية


الأمر الذي يجهله الجميع هو هل ستصمد تلك الدولة في وجه التحديات ؟


بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

لا شك أن الإعلان عن قيام الدولة العلوية في الغرب السوري وعاصمتها اللاذقية بات قاب قوسين أو أدنى إذ أن المؤشرات كلها تدل على ذلك حتى وإن ظن البعض أن هذا الأمر من المستحيل حدوثه ، بل إنني والمئات غيري نعتقد أن هذا الإعلان لن يطول وأنهم في الترتيبات الأخيرة منه .. والحقيقة لمن لا يعرفها أن الدولة العلوية قائمة أصلا ومنذ أكثر من ثلاثين عاما .. فسورية في عهد الأسدين الأب والابن إنما كانت دولة علوية بكل ما تحمل هذه الكلمة من دلالات فجميع المسؤولين علويون والإدارات والوزارات والأمن والجيش كلها بيدهم فهي إذن دولة علوية ذات أكثرية سنية ، وما غير هذا الحال الان الا "الصحوة الثورية" أو الربيع العربي الذي بدأ بتونس وامتد إلى مصر واليمن وسورية ، فالأمر يستدعي " في نظرهم" في حال عدم عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثورة الى إعلان قيام الدولة العلوية " الخالصة " والتي يمهد لها قيادات وزعامات وشيوخ العلويين منذ عشرات السنين ولن يدع الرئيس بشار الأسد الفرصة تمر دون تحقيق هذا الحلم العلوي القديم .
إن جميع المؤشرات الآن على الساحة السياسية والعسكرية والأمنية بل وحتى الاجتماعية تدل على قرب الإعلان رسميا عن قيام الدولة ، بل إن المراقبين والمهتمين بالشؤون السورية يرون أن أياما فقط تفصلنا عن قيام دولة العلويين برئاسة بشار الأسد وأن تطورات الأحداث الأخيرة من سيطرة سريعة للجيش الحر على مساحات واسعة من الأراضي السورية إنما هو ناتج عن توجه قطاعات كبيرة من الجيش ووحدات عديدة وأسلحة وعتاد إلى اللاذقية وترك مواقعهم الرسمية في المدن والقرى والنواحي التي يسيطر عليها الثوار ، ولا شك أيضا أن توجه البارجات الروسية والسفن المحملة بالأسلحة إلى ميناء اللاذقية إنما هي إشارة واضحة من روسيا وأيضا الصين على موافقتها لدعم الدولة الوليدة ، وأيضا مدها بالسلاح والعتاد والدفاع عنها وإعطائها المزيد من الدعم الدولي لتكون دولة ذات ثقل ووزن على الصعيدين الاقليمي والعربي.
الإعلان عن قيام دولة العلويين تتوقعه كل الأوساط السياسية والعسكرية في المحيط الإقليمي والدولي ولكن الأمر الذي يجهله الجميع هو هل ستصمد تلك الدولة في وجه التحديات خاصة وأنها أقيمت على أشلاء الأطفال وجثث الرجال و النساء وآهات الثكالى والمكلومين .