الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

جهازالأمن السياسي العربي بين الواقع والخيال


د. رشيد بن محمد الطوخي

بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي


علم الأمن السياسي

يعتبر علم الأمن السياسي من العلوم الشاملة الجامعة إذ يجمع بين العام والخاص وفي مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية والاجتماعية والأمنية ولهذا فهو علم صناعة الإستراتيجية العامة والتكتيك الخاص على الصعيدين الداخلي والخارجي وبما يتلاءم تماماً مع المصالح الوطنية العليا للدولة فالتناقض الكبير بين السرية الأمنية والإباحية الإعلامية على صعيد المعلومة كان من أهم المهام التي لابد من حلها وقد تم ذلك عبر المجرى العام لاستحداث وبناء أجهزة الأمن السياسي في الدول المتقدمة وتحولت الفروع الأمنية المعروفة باسم البوليس السياسي في الغرب والحرس السياسي في الشرق والتي كانت تتبع لأجهزة المخابرات العامة أو جهاز امن الدولة في هذا البلد أو ذاك إلى أجهزة أمنية مستقلة فبدلاً من البحث عن معلومة أصبحت مهمة أجهزة الأمن السياسي تنصب على تحليل المعلومة واستنباط المعلومات البديلة والبدائل النقيضة لها. والمعروف إن الاهتمام بالظواهر ومعرفة خصائصها ومن ثم السيطرة على هذه الخصائص وتجييرها ضمن أنساق معينة لخدمة أهداف خاصة هي قضية شائكة وفي منتهى التعقيد لأن التشابه العام بين الفلسفة كعلم وبين نظرية الأمن السياسي يكمن أساساً في الشمولية كإطار تعتمده الفلسفة كعلم وتعتمد عليه نظرية الأمن السياسي، فمحاولات فصل السياسة عن نواحي الحياة الاقتصادية والثقافية والسيكولوجية للأفراد والمجتمعات والاكتفاء بترابطها العضوي مع الجوانب العسكرية والدبلوماسية والإعلامية والاجتماعية إلى حد ما لا تعدو عن كونها محاولات فاشلة مارستها ومازالت أنظمة الحكم الدكتاتورية (الفردية) لأنها كرست مفاهيم قمعية وبوليسية للأمن السياسي لكن التطور العام لمفاهيم جهاز الأمن السياسي لا يمكن أن تتم إلا في ظل مجتمع ديمقراطي يمارسها كيانه السياسي بحرية تامة متوافقة مع المصالح العامة والعليا للوطن والشعب .
الخصائص الإستراتيجية العامة للأمن السياسي
ومن هنا يمكن تسمية الأمن السياسي بعلم الاستقراء وعلم استنباط البدائل وعلم الرصد الواقعي والخيالي للاحتمالات في كل النواحي والمجالات فهو بحق علم صناعة الإستراتيجيات على جميع الأصعدة وعملياً فإن المجموع العام لمنظومة المفاهيم النظرية الأمنية للأمن السياسي تشكل عبر ترابطها الديكور العام والخاص لعلم صناعة الإستراتيجيات فالمفاهيم النظرية للأمن السياسي تجد تطبيقاتها الجزئية في الإطار العام للأجهزة الإعلامية الأخرى كشعبة المعلومات والشعبة الإعلامية وشعبة المنظمات غير الحكومية في المخابرات العامة وشعبة الأبحاث العسكرية في الاستخبارات والمراكز الإستراتيجية للدراسات والبحوث الأمنية كمشروع جامع لعمل معظم الأقسام المذكورة وفي جهاز كجهاز المخابرات العامة لا يعدو عن كونه ممارسة مجتزأة لمفاهيم الأمن السياسي .
الأمن السياسي والقرار الوطني
ارتبط التطور الهائل للمفاهيم الأمنية بعملية التطور المستمر للوسائل والأساليب فثورة العقول المحوسبة والتطور العاصف والمستمر على صعيد الأجهزة الإعلامية وأجهزة الاتصالات والمواصلات حولت العالم بقاراته المترامية الأطراف إلى قرية صغيرة يسهل السيطرة عليها أمنياً على صعيد المعلومات  وهذه الأمور فرضت نفسها في تسهيلات وتعقيدات جديدة في ميادين صناعة القرار الوطني للدولة بحيث لم يعد بمقدور الفرد أو مجموعة من الأفراد اتخاذ القرارات النوعية والعامة على الصعيد الوطني
الأمن السياسي وفن إدارة الأزمات
إن دراسة الأزمات الناشئة بين الأنظمة من جهة وبين الحاكم والمحكوم من جهة أخرى لا يمكن أن تتم بمعزل عن التوجهات الإستراتيجية الخاصة بالأمن السياسي في هذا البلد أو ذاك، فتطور المفاهيم في عملية الصراع الكوني بين الأنظمة المختلفة أدى إلى تطور نوع من المفاهيم الإستراتيجية لعلم صناعة الأزمة أو مواجهتها وهو ما يمكن تسميته بعلم السيطرة على الحدث ولتغييره أو تحبيره لخدمة أغراض ومصالح معينة لهذا فإن الضوابط والثوابت الإستراتيجية للأمن السياسي تعتبر الجدار الفاصل بين الأزمة والوسائل المستخدمة لحلها أو توتيرها بحسب ظروف الواقع ومقتضيات المصالح الوطنية العليا ونستطيع القول إن الاستفحال المدمر للأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية إنما هو دليل قاطع على الانعدام الواضح لوجود مؤسسات وإدارات الأمن السياسي باعتبارها قواعد ضابطة لأشكال الحياة العامة وللعلاقة بين كافة القوى والفعاليات على الصعيد الوطني ، واما العلاقة بين جهاز الأمن السياسي والأجهزة الأمنية الأخرى فبإستطاعتنا القول انه استجابة منها للمتغيرات العاصفة على الصعيد الأمني العام ولحاجات التطور الملحة قامت الأجهزة الأمنية بإنشاء دوائر وفروع للأمن السياسي بداخلها عبر اتجاهات محددة وهي :
- فرع الأمن السياسي في جهاز أمن الدولة
- دائرة الأمن السياسي في المخابرات العامة
- مكتب الأمن السياسي في الدائرة الرئاسية
في حين احتفظت بعض الدول المتخلفة بالمفاهيم والأشكال القديمة على قاعدة التكوين المصطنع لفرق القمع والبطش المعروفة باسم  "البوليس السياسي" او "الميليشيا السياسية" وهي المرتبطة مباشرة بالقلم السياسي في الدائرة الرئاسية أو الديوان العام للحاكم وعليه فقد طغت التوجهات الميدانية أمنياً على عمل هذه الدوائر والفروع حيث وجدت نفسها عبر الممارسة تقوم بمهام أمنية لا علاقة لها بالأمن السياسي كجهاز يعتبر وجوده الحضاري أحد أهم الأشكال السيادية للدولة وأحد أهم القواعد الإرتكازية اللازمة للاستقرار العام داخلياً وللحفاظ على العلاقات العامة المتكافئة للنظام على الصعيد الخارجي ، وعمليا فإننا لانستطيع القول ان الامن السياسي بمفهومه الراقي والحقيقي الذي ذكرناه سابقا معمول به او موجود على ارض الواقع العربي حتى ولو حمل ذات التسمية ومعظم الاجهزة الامنية العربية تندرج ضمن منظومة البوليس السري او الميليشيا السياسية القائمة اساسا على القتل والقمع والبطش .

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

قراءة واقعية للاحداث الجارية في مصر




د. رشيد بن محمد الطوخي

بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

الإشكالية في التحليل السياسي لا يمكن أن تكون من رؤية واحدة وزاوية واحدة فقط فالمتابع لأي حدث ولأي شأن لا يتكون لديه التحليل السياسي الصحيح والصادق إذا كان يتابع من جهة واحدة أو من إعلام واحد فقط فكل مؤسسة إعلامية تقدم رؤيتها وتحليلاتها للأحداث بحسب ما يخدم توجهاتها وأجندتها التي من أجلها نشأت ولنا في ذلك مثال عند المقارنة بين قناتي الجزيرة والعربية او بين قناة العالم الايرانية والاخبارية السعودية فلكل منها أهداف تسعى لتحقيقها وهنا يختلف المحلل السياسي المستقل والذي لا يتبع أي جهة أو مؤسسة في تحليله للأمور رغم أن تكوينه الفكري وميوله السياسي له تأثير كبير في تكوين تحليلاته السياسية ولكن حاله أخف وأصدق نوعاً ما ممن يعمل في جهة أو موسسة يلتزم بمعاييرها وتوجهاتها وأجندتها التي لا يمكن الخروج من إطارها. بعد هذه المقدمة يمكننا الدخول في صلب الموضوع وهو قراءة الأحداث الجارية في مصر وأطراف الصراع القائم وهو الجيش ومؤيديه في طرف والإخوان والتيارات الاسلامية والمتعاطفين معهم في طرف آخر، ولكل طرف من أطراف النزاع مؤسساته وقنواته وصحفه وكل منهما ينقل ما يحدث في مصر فإن كان المتابع مقتصر في متابعته لطرف دون آخر فستتشكل لديه قناعته التي يريد تشكيلها صاحب هذه الرؤية وسيتم التحكم بعقله ورأيه وقلبه ولكن بطريقة غير مباشرة ولا إرادية.ومن وجهة نظر محايدة نستطيع القول ان ماحدث بمصر كان لخير وصالح مصر والشعب المصري وجيشها المختار وهذا مادلت عليه الاحداث المتتابعة لان فترة حكم الإخوان كادت ان تجلب الويل والبلاء لمصر وشعبها...يتبع

السبت، 12 أكتوبر 2013

اخوان سورية وتصريحات المراقب العام



بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي


لاشك ان الكلمات التي قالها المراقب العام للاخوان المسلمين في سورية السيد رياض الشقفه حول السعودية وعلاقة اخوان سوريا بها انما جاءت لتؤكد ان جماعة الاخوان المسلمين في العالم وان تشابهت في الاسم الا انها لا تتشابه في الافكار والتبعية ويرى المراقبون والمحللون ان هذه الكلمات او التصريحات انما هي رسالة واضحة للمملكة العربية السعودية باننا كإخوان سورية نثمن للسعودية مواقفها الداعمة لكل القضايا ولا نربط علاقتنا المتميزة بالرياض بما يحدث في مصر او غيرها فكل بلد له خصائصه ، وايضاً يرى المهتمون بأن هذه التصريحات تعكس مدى الوعي والاستقلالية لدى جماعة اخوان سورية وعدم التبعية لا لايران ولا لغيرها وانهم في صراعهم مع النظام السوري انما هم يطلبون الحرية والاستقلالية ويقفون مع الشعب صفاً واحداً فهم جزء من نسيجه ومكوناته ، والمعروف ان اخوان سورية ومنذ بداية الثورة السورية قد اختلفوا في عدد من النقاط مع اخوان مصر حول موضوع ايران وحماس وحزب الله الذين يعتبرون من اكثر الداعمين للنظام السوري في الوقت الذي كان التقارب الكبير بين اخوان مصر وحماس وطهران وحتى حزب الله واضحاً وجلياً ولا يخفى على احد ، فالاخوان في سورية ومنذ مطلع الثمانينات كانت لهم رؤية خاصة تختلف عن غيرهم بسبب صراعهم المبكر مع النظام السوري في الوقت الذي كانت تتهافت الاحزاب الدينية والاسلامية عموماً الى دمشق لتقدم آيات الولاء والطاعة للنظام السوري مقابل دعم مادي او ايجاد مكتب تمثيلي لها في احد شوارع العاصمة السورية ولا ادل على ذلك من جماعات الجهاد في فلسطين وحركة حماس وإخوان مصر وعشرات الاحزاب الدينية الصغيرة في شتى انحاء العالم والذين كانوا يفتخرون بعلاقاتهم المميزة مع دمشق ومع النظام السوري .. وان كان بعضهم قد استيقظ مؤخراً بعد سيول الدم والخراب الا ان البعض الاخر لم ولن يستيقظ لانه في الاصل صنيعة سورية – ايرانية بإمتياز واستيقاظه يعني موته سريرياً فبقاءه مرهون بسباته .
ونستطيع القول انه بعد تصريحات المراقب العام مؤخرا حول رؤيتهم للاحداث يجب علينا ان لا نحمل الاخوان المسلمين في سورية فوق ما يحتملون وعلينا ان لا ننسى انهم من اكثر الاحزاب والتنظيميات الاسلامية تضحية فما قدموه خلال اكثر من 30 عام يفوق كثيراً ما قدمه الاخرون خلال نفس الفترة ، وحتى لحظة كتابه هذه السطور لا ارى ان اخوان سورية يسيرون في اتجاه اي جماعة اخرى من الاخوان المسلمين واعتقد انا وكل المهتمين والمراقبين بالشؤون السورية وبالاحزاب والتنظيمات ان كل ما يربط الاخوان المسلمين في سورية مع التنظيم الدولي للاخوان المسلمين انما هو الاسم فقط الا اذا ثبت عكس ذلك ومن اجل هذا فقد ادركت القيادة العامه المشتركه للجيش الحر وقيادة الاركان تلك النقطة وقدمت نصيحه للاخوان المسلمين بتغير الاسم طالما ان الهدف هو خدمة الوطن السوري وبناء مؤسساته " وقالت في بيان لها  ندعو جماعة الاخوان المسلمين ان انشاء حزب وطني لا يحمل اسم الاخوان المسلمين على اعتبار ان هذا الاسم صار الان مرتبطاً اكثر من اي وقت مضى بالتبعية لإيران ولسورية بسبب اخوان مصر وها نحن نرى ان رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل استغل فرصة ركود الثورة وتقلبات العالم تجاه القضية السورية فسارع الى ارسال وفد كبير من حماس الى ايران لتقديم ايات الاعتذار والندم وطلب الصفح والغفران والاستعداد للعودة الى حظيرة النظام السوري من جديد . متجاهلاً الدماء السورية التي اريقت والمذابح الرهيبة التي فاقت كل تصور ودعا بسخافة معهودة منه الى توجيه البندقية الى فلسطين وليس الى النظام السوري وهي دعوة تحمل سماً زعافاً بكميات كبيرة داخل القليل من العسل إذ انه لم يقل لنا كيف نوجهها ومن اين وكيف اذا كان النظام السوري يذبح السوريين نيابة عن اسرائيل وبتفويض منها ؟ .

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

اصدار العدد 156 من مجلة الوقائع الدولية


 
مجلة الوقائع الدولية العدد 156 اكتوبر 2013م

صدر العدد 156 لشهر اكتوبر( تشرين أول ) 2013م من مجلة الوقائع الدولية والتي يرأس تحريرها الدكتور رشيد بن محمد الطوخي وقد احتوى العدد على الكثير من المواضيع الهامة والساخنة في المنطقة وكان موضوع الغلاف بعنوان " الاسد .. جزار سورية ام طبيبها الجراح ؟ " اضافة الى مواضيع اخرى منها الائتلاف الوطني السوري وتحديات المرحلة المقبلة ، ودوما قصة مدينة منكوبة ، كما تناول العدد ايضا الذكرى السنوية للعيد الوطني السعودي وأهم المنجزات في المملكة العربية السعودية واما افتتاحية رئيس التحرير فكانت حول انتخاب السيد احمد طعمة الخضر رئيسا للحكومة المؤقتة والتحديات المقبلة، ومواضيع اخرى متنوعة . والجدير بالذكر ان مجلة الوقائع الدولية ذات ترخيص فرنسي وتطبع حالياً في سنغافورة وتوزع في العديد من دول المنطقة وقد صدر العدد الاول منها في عام 1999 وهي عضو في مؤسسة التحقق من الانتشار ويستطيع القارئء متابعة المجلة والاطلاع على كافة المواضيع عبرالموقع الالكتروني ابتدا من شهر يونيو 2013م وجاري العمل حاليا على أرشفة أعداد السنوات السابقة الكترونيا.

الخميس، 3 أكتوبر 2013

السعودية .. خطوات على طريق الاغاثة


د. رشيد بن محمد الطوخي مدير عام المؤسسة العربية للتنمية والمساعدات الإنسانية

بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

لاشك ان المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال الداعم الأساسي لـكل القضايا العربية والإسلامية ففي الوقت التي حُلتّ مجمل الازمات العربية فيه الا ان القضية السورية لاتزال تتعقد وتتشابك وقد ظهرت أيدي المملكة بالدعم والمساندة وإرسال جسور الغوث للنازحين والمستشفيات المتنقلة للجرحى والضحايا وكذلك خدمات الايواء بالنسبة للسوريين في لبنان والاردن وتركيا ولعل حملة خادم الحرمين الشريفين لغوث الأشقاء في سوريا ومن قبلها توجيهاته المباركة بدعم السوريين والتسهيل لهم وتوفير كل احتياجاتهم خير دليل على ذلك، ولايقتصر الدعم السعودي للقضية السورية على الجوانب الاغاثية فقط بل يتعداه الى النواحي السياسية ومحاولة الضغط على المحافل الدولية واروقة الامم المتحدة لاستصدار قرارات تخفف من معاناة السوريين وتضع حلا لتلك الحرب التي امتدت لحوالي ثلاث سنوات الى الان وما إلغاء الوفد السعودي برئاسة سمو وزير الخارجية الامير سعود الفيصل لكلمة المملكة امام الجمعية العامة للامم المتحدة مؤخرا الا دليل على استنكار المملكة للتباطوء في تنفيذ القرارات الدولية تجاه سورية ، ولاننسى ان المملكة العربية السعودية اخذت على عاتقها تقديم كافة اشكال الدعم السياسي والدبلوماسي والمادي والاغاثي والانساني للشعب السوري والوقوف معه في محنته هذه، ونستطيع القول إن الموقف السعودي الواضح والشفاف والذي سمى الأشياء بأسمائها منذ اليوم الاول للاحداث في سوريا يعتبر مهما وجاء في وقته فالمملكة العربية السعودية ومنذ اندلاع الأحداث في سورية شكلت الرافعة السياسية والأخلاقية للموقف من مايتعرض له الشعب السوري وحاولت السعودية ولا تزال تحاول قطع الطريق على تجار الدم الذين يتلاعبون بمصير الشعب السوري ومقدراته وتضحياته ومن هنا فإن مطالبة السعودية لمجلس الأمن بضرورة التدخل لرفع الظلم عن الشعب السوري والفلسطيني تعتبر مطالبة منصفة وتبين الفارق بين من يريد استقرار وسلام الشعوب العربية وبين من يريد المتاجرة بهم وبالمنطقة ككل .

الأحد، 22 سبتمبر 2013

مجلة الوقائع الدولية العدد 155 سبتمبر 2013


 
مجلة الوقائع الدولية العدد 155 لشهر سبتمبر 2013
صدر العدد 155 لشهر سبتمبر ( أيلول 2013 ) من السنة الخامسة عشر من مجلة الوقائع الدولية والتي يرأس تحريرها د. رشيد بن محمد الطوخي ، وقد احتوى العدد على مواضيع هامة وعديدة ، في طليعتها موضوع الغلاف الذي كان بعنوان " الكيماوي .. مجزرة العصر الحديث " كما تطرق العدد الى موضوع لبنان في ظل الازمة السورية وكذلك احتوى على ملف خاص عن العيد الوطني لماليزيا ومواضيع اخرى متنوعة ، ويذكر ان مجلة الوقائع الدولية تطبع الان باللغتين العربي والانكليزي وتوزع في العديد من الدول العربية والاسيوية
للاطلاع على النسخة الالكترونية
http://issuu.com/alwaqaee/docs

الجمعة، 6 سبتمبر 2013

د.الطوخي يستقبل م.غازي ألطف المدير في مؤسسة Media Crop الاعلامية بسنغافورة

استقبل الدكتور رشيد بن محمد الطوخي في منزله الاربعاء 4 - 9 -2013 المهندس غازي ألطف مدير التنسيق الخارجي في مؤسسة "Media Crop" الاعلامية بسنغافورة ومدير العلاقات العامة بمجلة الوقائع الدولية وتناولا معاً اهم المستجدات على الساحة الاعلامية في منطقة جنوب شرق اسيا . وقد حضر الاستاذ ألطف الندورة الخاصة بالثورة السورية والتي اقيمت في منزل الدكتور بحضور عدد من الاعلاميين والمهتمين بهذا الجانب.

د. رشيد الطوخي في حديث جانبي مع الاعلامي غازي ألطف من سنغافورة

السبت، 31 أغسطس 2013

إصدار جديد من مجلة الوقائع الدولية


صدر العدد 154 للسنة الخامسة عشرة "أغسطس" آب 2013 من مجلة الوقائع الدولية والتي تصدرها " مؤسسة الوقائع للدراسات الاعلامية والنشر " وقد احتوى العدد على العديد من المواضيع الهامة والدراسات والتقارير الساخنة وكذالك احداث المنطقة وقد حمل العدد ايضا الكثير من الأبواب والمقالات المنوعة فيما تحدث موضوع الغلاف عن تركيا والخطر القادم من الجنوب وكذلك موضوع الائتلاف الوطني السوري والدور المطلوب منه في ظل التحديات التي تواجه المعارضة السورية بشكل عام . كما احتوى العدد على دراسة حول مواقف الأردن ودعمه للقضية السورية منذ بدايتها وتحدث ايضاً عن سلطنة بروناي والنشأة التاريخية لتلك الدولة الهادئة الصغيرة . ويذكر ان مجلة الوقائع الدولية والتي يرأس تحريرها " الدكتور رشيد بن محمد الطوخي " قد عادت للصدور بحلتها الجديدة وباللغتين العربي والانكليزي بعد ان اتسعت دائرة التوزيع لتشمل عددا من الدول مثل جنوب شرق اسيا واستراليا وجنوب الصين .
مجلة الوقائع الدولية - العدد 154 أغسطس -آب 2013م

الخميس، 25 يوليو 2013

د. رشيد الطوخي وملف الثورة السورية

نص اللقاء التي اجرته مجلة الوقائع الدولية مع الدكتور رشيد بن محمد الطوخي في مكتبه بجاكرتا


د. رشيد بن محمد الطوخي متحدثا الى مجلة الوقائع  في مكتبه بجاكرتا
 

د. رشيد الطوخي وملف الثورة السورية

أجرت مجلة الوقائع الدولية الأسبوع الماضي حديثا شاملا مع رئيس تحريرها الدكتور رشيد بن محمد الطوخي حول المستجدات على الساحة العربية والدولية عموما وآخر التطورات على الساحة السورية على وجه الخصوص ، وقد تطرق الدكتور إلى معظم القضايا والأحداث سواء داخل سورية أو خارجها وتناول بشكل كامل بداية الأحداث والثورة المسلحة ثم بطولات الجيش الحر وتشكيلات المعارضة السورية على مختلف أنواعها ، وأيضا الائتلاف الوطني وتوسعته الأخيرة وردود فعل نشطاء الداخل والخارج ، وهذا الحديث الشامل والمتنوع والذي تم في العاصمة الإندونيسية جاكرتا كان بحق ملف الثورة السورية .

أجرى الحوار منصور الشهري – جاكرتا

- دكتور رشيد هل لكم أن تحدثونا عن ما يجري حاليا بشكل عام وشامل؟

لن أتحدث كثيرا عن البدايات الأولى للثورة فهي معروفة للجميع منذ أن انطلقت الثورة بشكل سلمي إلى أن تحولت إلى الكفاح المسلح بسبب تعنت النظام السوري وعدم قدرته على احتواء الأزمة في البداية وكذلك بسبب اختيار الحل الأمني والقمع الوحشي للمسيرات والمظاهرات السلمية التي كانت تطالب بالحرية ، علما أن تلك المظاهرات لم تكن ترفع شعار المطالبة بتغيير النظام وهذا الشعار تم رفعه والمناداة به بعد المجازر والوحشية التي رد بها النظام على المتظاهرين في درعا ؛ ولكنني سأتحدث معكم عن بدايات العمل المسلح أو عن ما يعرف بتأسيس الجيش الحر والذي أسسه عدد من المنشقين الأوائل مثل المقدم حسين هرموش والعقيد رياض الأسعد وغيرهم ، ولكننا للأسف نجد أن من وضع نواة هذا الجيش وأسس خلاياه وقاد معظم معاركه مغيب تماما عن العمل العسكري والسياسي بل لنكن صريحين بشأن المقدم هرموش الذي لم يعرف أحد حتى الآن رواية رسمية واضحة ومعتمدة لاعتقاله أو اختطافه وتسليمه للأمن السوري ، ثم ما حدث للعقيد رياض الأسعد من تهميش وشراء معظم القادة العسكريين حوله حتى أصبح وحيدا إلا من عدد قليل من المرافقين وأخيرا تعرضه لمحاولة اغتيال وبتر قدمه وما لحق ذلك من إهمال متعمد بحقه حتى أنه يقال أنه لم يقم أحد بزيارته من قادة المعارضة ولم يقدم له الائتلاف حتى باقة ورد عدا عن أن فاتورة المستشفى في تركيا قدمتها الحكومة التركية وليس الائتلاف وما تبع ذلك من أحاديث في بعض الصحف بأن سبب ذلك كله يعود إلى خلافه الشديد مع الإخوان المسلمين ورفضه تنفيذ أوامرهم وصد محاولاتهم للسيطرة على قيادة الجيش الحر وجميع فصائله وما كان منهم إلا أن كافئوه بالإهمال وعدم التكريم بعد أن نجا من الموت بمحاولة اغتيال لا تزال غامضة حتى الآن .

- برأيك دكتور هل تسير الثورة بالطريق السليم الآن ؟

أخي من المعروف أنه في عالم الثورات هناك مراحل مختلفة ، ومن يصنع الثورة ليس هو من يقطف ثمارها ، والثورة السورية المسلحة تشعبت كثيرا بسبب انتقالها من حالة السلم إلى الكفاح المسلح لنيل الحرية وهذه الانتقالية النوعية لم يكن الثوار مهيئون لها لا كماً ولا كيفاً ؛ فمصادر التسليح معدومة والقرار السياسي الدولي ضدهم والقاعدة الشعبية على أرض الواقع منهكة بسبب الحالة السلمية التي طالت ، وعدا عن هذا وذاك هناك العنف المفرط من جانب النظام والضربات الموجعة للشعب اجتماعيا واقتصاديا وغيرها ، ثم قدرة النظام السوري على اختراق صفوف المعارضة السياسية وتشتيت إجماعهم وتفريق كلمتهم .. كل هذا جعل القيادات السياسية المعارضة تختلف فيما بينها وتتشوش لديها الرؤية الصحيحة للحل وهو أيضا ما أحبط الثوار داخل سورية وجعل العديد منهم ينفرد بالقرار دون الرجوع إلى قيادة موحدة ومعظمهم ليسوا أصحاب خبرات ولا تاريخ عسكري وإنما مدنيون انخرطوا في سلك الثورة المسلحة ، ونستطيع القول أن معظم الثوار المسلحين سواء في جنوب سورية أو شمالها أو المناطق الساخنة في حمص والقصير وغيرها لا يهمهم كثيرا اجتماعات الساسة ولا يتابعون نهائيا تحركات الائتلاف وعلى الأغلب هم في واد وجماعة الائتلاف في واد آخر ، وحتى الآن لم يثبت أي فصيل أو تيار سياسي أن لديه القدرة على التحكم في العمل العسكري ولا حتى الإخوان المسلمين أنفسهم.

- على ذكر الإخوان المسلمين وما نسمعه عن محاولاتهم للسيطرة على جميع مقدرات الثورة المسلحة ومساراتها .. كيف ترون ذلك ؟
الإخوان المسلمين في سورية عانوا من الظلم والاضطهاد لعشرات السنين وكان الإعدام مصير كل من ينتسب لهم ، هذا صحيح .. ولكن لا يمكننا القول أنهم هم من أشعل الثورة أو من قادها فهذا غير صحيح ، من أشعل الثورة هم شباب سورية في الداخل السوري حيث لا تواجد للإخوان وقتها ، ومن أشعل الثورة كانوا طلابا وعمالا وموظفين وكانوا من مختلف شرائح الشعب ولا يعرفون الانتماء السياسي وليس لهم مطالب سياسية سوى الحرية والعدالة والعيش بكرامة ، ولكن لإن الإخوان المسلمين يجيدون التصيد في الأزمات ويعرفون كيفية الاستحواذ على الأحداث فقد نجحوا في هذا مع الثورة السورية عبر إرسال الدعم وعبر الإعلام وإظهار أنفسهم وخلاياهم أنهم هم القوة الفاعلة ، ثم فيما بعد عن طريق سيطرتهم على الائتلاف الوطني وغيره ، ولا ننسى أنهم كانوا سابقا ينعمون بدعم بعض الدول إضافة إلى أنه لهم تواجد في دول الجوار ولهم علاقات أيضا مع أجهزة أمنية إقليمية ومن هذا القبيل ؛ ولكن السؤال هو هل هم مقبولون لدى الشعب السوري كجهة سياسية تقرر مصيرهم ؟ وهل لهم رصيد شعبي كافٍ ليكونوا من خلاله أسياد العمل السياسي في سورية ؟ طبعا لا ، وما تلك الخلافات التي تظهر إلا دليل على ذلك ، فمعظم الفصائل المسلحة الآن لا تريد للإخوان المسلمين أن يكونوا أوصياء عليها وعلى الثورة ، كما أن تجربة نجاح وصول الإخوان المسلمين للحكم في بعض الدول العربية قضى على البقية الباقية من احترام الآخرين لهذه الجماعة ، إذ أنهم في مصر أعلنوا ولائهم لإيران وفي تونس فشلوا في إقامة نظام تعددي ديمقراطي ، فما الذي سيجعلهم ينجحون في سورية بعد فشلهم في مصر وتونس؟ ثم دعني أقل لك شيئا .. هناك أسماء نسمعها الآن ونقرأ عنها لا نعرف كيف وصلت للقيادة وما هو رصيدها الشعبي ، وأيضا من هو الذي لا يحمل جوازا أجنبيا وينعم بالرفاهية والدعم في دول الغرب والشرق من وجوه المعارضة وتحديدا الاخوان المسلمين ؟ ومن هو الذي لا يملك مرجعية أخرى غير المرجعية السورية سواء داخل الائتلاف أو غيره ؟ لو أردت سأعطيك لكل اسم من رموز المعارضة ما هو جواز سفره الأجنبي أو العربي الآخر وفي أي ضاحية من الضواحي الراقية يقيم ومن هي مرجعيته وممولوه ، فهل هؤلاء هم من يمثلون الشعب السوري ؟ ثم لا ننسى أن المخلصين للثورة أو للعمل الإغاثي أو التطوعي أو غيره قد خيروهم بأنه ليس أمامهم إلا أن يقدموا آيات الولاء والطاعة سواء للإخوان أو للائتلاف أو سيتعرضون للتهميش وتشويه السمعة وقلب الحقائق أو للإهمال على أحسن حال.

- ما هي نظرتكم الآن لواقع الأحداث ؟

أخي الكريم .. النظام السوري الآن يدفع البلاد والعباد إلى التقسيم الجغرافي على أساس طائفي وقد فتح سورية أمام الميليشيات الأجنبية وخاصة حزب الله اللبناني ودمر معظم البنية التحتية للمدن السورية في الشمال والجنوب وهاهي دمشق تُضرب وتدك بشتى أنواع الأسلحة بيد الجيش السوري الذي كان من المفروض أن يكون هو المدافع عنها ، ولكن هذا بطبيعة الحال لن يدوم إلى الأبد فالقوى العالمية والتي تآمرت مع النظام السوري أدركت أن هذا الأمر لن يدوم وأنه لابد من وضع نهاية له ، وأنا أرى أن هناك اتفاقا عالميا على التقسيم وأن ما يحدث الآن في سورية إنما هو مقدمات التقسيم وإقامة دويلات أهمها الدولة العلوية في الساحل ، وسواء وافق الشعب السوري أو رفض فإن ما يتم إعداده في المطابخ الدولية سوف يتذوقه ولكن مع الألم والمرارة للأسف ، ولم يكن النظام السوري ليستطيع أن يفعل كل هذا لو كانت يد الشعب واحدة ولو لم تعمل الفتنة عملها بينهم ، وحتى المعارضة السورية على اختلافها فإننا ندعوها إلى نبذ الخلافات والاختلافات والاتحاد فيما بينها ورص الصفوف في مواجهة الخطر الأكبر وعدم الاقتتال والتشكيك فيما بينهم .. نقول لهم كفوا أيديكم وألسنتكم وكونوا يدا واحدة . أما أصحاب العمل الإغاثي والإنساني في خارج سورية فنحن نقول أن هذه الأعمال إنما تندرج تحت البنود الإنسانية وأنها مقبولة عالميا مالم تتحكم فيها السياسة ولهذا فالأفضل تحييدها عن العمل السياسي .. فإغاثة إخواننا وأهلنا في سورية واجب شرعي ووطني ولا أحد يعترض عليه بشرط عدم التسييس وعدم هيمنة الجهة الواحدة على هكذا أعمال.




 صدور العدد 152 للسنة الخامسة عشرة من مجلة الوقائع الدولية





صدر العدد رقم 152 للسنة الخامسة عشرة - يونيو "حزيران" 2013م الموافق لشهر رجب 1434 هـ من "مجلة الوقائع الدولية" الصادرة في فرنسا ، وقد احتوى العدد على العديد من المواضيع الهامة والساخنة حيث انتهزت المجلة فرصة وجود رئيس تحريرها الدكتور رشيد بن محمد الطوخي في جاكرتا واجرت لقاءا شاملا معه تناولت فيه ملف الثورة السورية ، وقد تحدث الدكتور رشيد لمدير مكتب المؤسسة في جاكرتا السيد "منصور الخالدي" عن جميع نقاط وتطورات الوضع على الساحة السورية ،كما احتوى العدد على بعض الدراسات والتقارير عن فيتنام وماليزيا وكذلك عن سورية والمنطقة ،إضافة إلى بعض المقالات والآراء باللغة الإنجليزية بجانب اللغة العربية .

الأربعاء، 1 مايو 2013

مجاذيب السلطة ودراويش الشر والطمع




بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

لا شك أن التأثير العقائدي في الحروب له مفعول مضاعف عن تأثير غيره عشرات المرات خاصة إذا أخذ هذا الصراع منحى السلاح ومعركة الوجود وإلغاء الآخر ، وما يحدث في سورية هو بالتأكيد صراع وصل إلى الحد العقائدي بعدما بقي لأكثر من سنتين ضمن إطاره الوطني فقط وما ذاك إلا لأن النظام السوري يدرك أهمية صراع العقائد وكيفية التضحية بالنفس والنفيس في سبيل العقيدة فأقنع معظم طائفته العلوية بأن ما يحدث إنما هي حرب دينية وطائفية ويساعده على ذلك الشيعة الإيرانيون كمرجعية شيعية كبرى وحزب الله الشيعي العربي "المقاوم بنظر الكثير منهم "وافتعل في سبيل ذلك العديد من المسرحيات الدموية ليقنع أبناء الطائفة بأنهم إما معه أو في القبور ، ولم يكن الأسد يستطيع ذلك هو ولا الإيرانيون ولا حتى حزب الله دون وجود شريحة علماء السنة المؤيدين له ، وأقول "العلماء" مجازا كما يطلق عليهم رسميا وليس واقعا حقيقيا وعلى رأس هؤلاء محمد سعيد البوطي الذي كافأه النظام بقتله في المسجد بعد انتهاء دوره ، وما ذاك إلا لأن النظام السوري ومنذ عشرات السنين يدرك أهمية كلمة علماء السنة عند العوام وأهمية أن يكون عنده بعضا منهم يؤيدون أعماله كلها ، تماما كما كان والده حافظ الأسد يحرص دائما على إظهار البوطي كمؤيد ومساند له ومن قبل البوطي المفتي أحمد كفتارو الذي كان لا يقل حماسا وتأييدا للسلطة عن البوطي وكلاهما الآن عند مليك مقتدر ، ولعل من المناسب أن نذكر أن النظام السوري ومنذ بداية الأزمة حاول شراء ذمم العلماء بكل الطرق والأساليب بالترغيب تارة وبالترهيب تارات عديدة إلا أنه لم يفلح مع الجميع ، ومن بقي حوله هم من صنعهم النظام بنفسه وانتقاهم بعناية وعلى رأسهم المفتي الحالي أحمد حسون الذي يؤكد العديد من المتابعين له والمقربين منه أنه تشيع منذ أكثر من سبع سنوات وأعلن ذلك في مجالسه الخاصة وأنه كان ولا يزال شديد الولاء لإيران ومراجع قم والنجف ولا يخفى على أحد جهله بأمور الدين وقد تبين ذلك بمواقف كثيرة مسجلة وموثقة رسميا . وإذا كان الحديث هنا عن مجاذيب السلطة ودراويش الشر والطمع ومشايخ الفتنة والضلال فلابد وأن يقودنا الحديث إلى عشرات الشخصيات السنية التي لا تزال تخدع العوام بالفتاوى الكاذبة ولا تزال تمدح وتؤيد النظام رغم أنه أزهق أكثر من مئة ألف روح سنية بريئة غالبيتها من النساء والأطفال والعجائز تماما كما كان يفعل المجوس الفرس وغيرهم من أعداء الإسلام الذين يتربصون بالمسلمين وما أن يذهب الرجال إلى الحروب حتى يباغتوا النساء والأطفال ويعملوا فيهم السيف والرمح مستعرضين بطولات لا تظهر إلا أمام الضعفاء والمساكين ، وأما ساحات الرجولة والفداء فلم يكن لهم فيها نصيب ولا حاجة ... إن بعض المحسوبين على السنة من مشايخ الدجل الذين يحاولون زرع الفتنة بين صوفي وسلفي وبين مذهب وآخر مستغلين جهل العامة بالأحكام وانشغال الخاصة بالحروب والأحداث ماهم إلا الذراع السني للنظام الطائفي الذي يحاول بها ان يشق الصف ويشتت الشمل ويقول للعالم انه لا يفعل إلا ما يشيره عليه علماء السنة وما هذا إلا لذر الرماد بالعيون فهذه الأسماء من دراويش الشر والطمع والفتنة ابتداء بالبوطي وانتهاء بأصغر متتلمذ عنده ومرورا بالمفتي حسون والوزيرعبد الستار السيد ومفتي دمشق بشير عبد الباري والعشرات غيرهم الذين يصعب حفظ اسماءهم لتشابههم قولا وشكلا "إن البقر تشابه علينا" ماهم إلا مشايخ الضلال والخديعة ، والصوفية الخالصة بريئة منهم تماما كما برئت السلفية الطاهرة ، ولابد ان نقول ان الشعب الحر الثائر قد عرفهم وعرف كيدهم حتى وإن كانت العمائم بمختلف ألوانها فوق رؤوسهم وحتما سيذكرهم التاريخ كأشخاص حاولوا قتل الروح الوطنية ووأد شعلة الحرية وتستروا في ذلك بستار الدين والعقيدة