الجمعة، 23 ديسمبر 2011

قراءة في ظاهرة الارهاب بدول جنوب شرق اسيا - اندونيسيا – تايلند – ميانمار

 بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

لاشك ان حوادث الارهاب المرتبطة بالجماعات الاسلامية في منطقة جنوب شرق اسيا تعود الى فترة مابعد تفجيرات نيويورك " سبتمبر" 2002م الشهيرة حيث كانت تلك الحادثة انطلاقة تحول منهجي وفكري وسلوكي لدى العديد من الجماعات الاسلامية المتشددة  او على الاقل اشارة عالمية لتلك الجماعات على اختلاف مسمياتها للانطلاق بشكل واسع نحو اعمال العنف والعنف المضاد لاثبات وجودهم وفرض اراءهم وفي حالات ضيقة ومحدودة للدفاع عن انفسهم مما يعتقدون انه مؤامرة دولية لاستئصالهم اينما كانوا وكيفما ظهروا .واذا كان الحديث عن ظاهرة الارهاب بتلك الدول فلابد لنا ان نعرف انه ارتبط بفصيلين مختلفين تماما من حيث التوجه والاهداف فالاول اسلامي جهادي متطرف والاخر بوذي مناهض للاسلام متطرف ايضا وكلاهما يسعى لفرض اراء وافكار مؤمنا بها مستخدما العنف ومستمدا قوته من مصادر شعبية عديدة حسب الدولة والنظام والمجتمع ، وهذا تحديدا مانراه في جنوب تايلند " اقليم فطاني " وفي ميانمار ودول المنطقة المحيطة .
اندونيسيا....من المعروف ان الجماعات الاسلامية في المنطقة والتي تعتبر اكثر تطرفا نشأت وترعرعت في اندونيسيا اولا ، نظرا لطبيعة تلك البلاد واتساع رقعتها ومساحتها واختلاف اعراقها واصولها ، وكذا الفقر والحالة الاقتصادية والاجتماعية المتردية قياسا بعدد السكان 280 مليون نسمة وكذا الحرية الفكرية والاجتماعية المطلقة وعدم الرقابة وانتشار الفساد والمحسوبية والرشاوى وماشابه ، حيث تعتبر اراضي اندونيسيا ملاذا آمنا للهاربين والمطلوبين من الدول المجاورة ، ومركزا نشطا لهم ، ونستطيع القول ان معظم قادة التطرف الاسلامي في جنوب شرق اسيا انطلقوا في اعمالهم من الاراضي الاندونيسية مستغلين سهولة الحركة وحرية التنقل ومن الامثلة على ذلك المهندس الماليزي الشهير باسم " ازهري " والذي قتل في اندونيسيا قبل سنوات ، وحديثا نور الدين محمد توب ومساعده ابراهيم وهما ماليزيين ، وتواجه اندونيسيا الان تحديات عظيمة وجسيمة اذ ان الاعمال الارهابية التي تعرضت لها بدءا بتفجيرات بالي الشهيرة وانتهاءا بتفجيرات الفنادق في جاكرتا طبعا مرورا بعشرات الاعمال كالهجوم على السفارة الاسترالية واغتيال بعض الشخصيات ومحاولات هنا وهناك كان هدفها بالدرجة الاولى ضرب القطاع السياحي التي تسعى جاكرتا جاهدة الى تنميته ، وبمعنى اخر فانه كلما ارادت اندونيسيا اعتماد خطة للنهوض باقتصادها ووصلت الى حافة النجاح تأتيها ضربات ومحاولات يائسة من البعض لتشويه صورتها وابقاءها ضمن الدول الغير آمنة سياحيا واستثماريا ، وهذا مايجعل الشكوك تحوم حول الاهداف الحقيقية لهوؤلاء الارهابيين ، وهل هم ينطلقون من تلقاء انفسهم ام انهم ينفذون اجندات خاصة كلفوا بها من البعض في محاولة للنيل من اندونيسيا كدولة مترامية الاطراف ولها وزنها وثقلها على المستويين الاقليمي والدولي .واقول هنا ان اندونيسيا ذات السبعة عشر الف جزيرة موزعة في ارخبيل عرف باسمها " ارخبيل اندونيسيا " تمتاز بوضع اجتماعي ثقافي بسيط يمكن من خلاله لاي زائر او مقيم في هذه الدولة التعايش بكل حرية وامان ، كما يمكن ايضا لاي شخص ممارسة كل نشاطاته مهما كانت " فكرية او اجتماعية او سياسية او غير ذلك " وهو ماشجع متطرفي المنطقة على اللجوء للاراضي الاندونيسية كملاذ أمن لهم وتجنيد العشرات من البسطاء عدا عن تنفيذ اجنداتهم الخاصة داخل تلك البلاد مثل ماحدث في بالي وبعدها سلسلة الاعمال الارهابية التي ذكرناها سابقا وكلها اخذت طابعا واحدا هو ضرب السياحة والقطاع الاقتصادي واظهار الدولة بمظهر العاجز عن حماية المكتسبات الوطنية ، فالامر برمته اكبر بكثير من ادراك هؤولاء الفتية الذين ينفذون تلك الاجندات ، ولعل المراقب للاحداث والمتابع لها يدرك حقيقة ما يجري . واذا افترضنا جدلا ان تيارا اسلاميا هو " بعض متطرفي الجماعة الاسلامية " من كانوا وراء هذه الاعمال فانهم بلا شك الجناح المشوش فكريا والتابع او الجاهل سياسيا ، ولنأخذ تفجيرات بالي كنموذج لهذه الاعمال ، فمن حيث المبدأ يجب ان يكون لكل فعل هدف وسبب لهذا الهدف وهو مانراه في بعض المناطق المتفرقة في العالم مثل تفجيرات وحدات سكنية عسكرية امريكية او معسكرات للجيش او تجمعات لعناصر امنية وعسكرية مختلفة .. أما تفجير نوادي ليلية وملاهي لا يتواجد فيها سوى مدنيون على اختلاف جنسياتهم يمارسون هواياتهم بالسهر والرقص فهذا لم نسمع به قبل بالي ؟ وسواء كنا نؤيد تصرفاتهم بالسهر والشرب والرقص او لا نؤيد فهذا لايعطي الحق لاي جماعة اسلامية او غير اسلامية بالقتل الجماعي دون تمييز ؟ والعمل برمته لايمت للاسلام بصلة ، ولست هنا بصدد تحريم او تأييد الحدث ولكني اسوقة كشاهد على المقالة ، ففي الماضي كان المقتول يعلم لماذا سيقتل او قتل " بضم القاف" والقاتل يعلم لماذا قتل " بفتح القاف" اما فيما حدث باندونيسيا تحديدا فلا المقتول يعلم لماذا قتل ولا القاتل لماذا قتل وهنا تكمن المصيبة والكارثة اذا ماعممت ، فمن خلال متابعات المهتمين والمراقبين للاحداث في اندونيسيا والحوارات واللقاءات الاعلامية مع بعض منفذي تلك التفجيرات وجدوا ان الجانب الفكري عندهم مشوش ، كما اننا لا ننسى ان الجماعة الاسلامية ايضا لم تؤيدهم ولنأخذ موقف زعيم الجماعة " ابو بكرباعشير " منهم اذ لم يؤيدهم ولم يجرمهم ولعل عدم التجريم هو من باب الخوف من الانقسام والفتنة داخل الجماعة ، ونستطيع القول مجددا ان الاعمال التي حدثت حتى الان في اندونيسيا تحديدا تحمل بصمات خارجية في مجملها حتى لو كانت الايدي المنفذة " اندونيسية " كما ان استغلال العواطف الاسلامية الجياشة والجهل النسبي في الاحكام الدينية لدى عامة الاندونيسيين كان له اثر كبير الى جانب العامل الاهم والاقوى وهو الحالة الاقتصادية والوضع الاجتماعي ، وعدم التوعية الرسمية ، وهذا جانب مهم من جوانب مكافحة الافكار المتطرفة ، فالاعلام في اندونيسيا مشغول كليا بامور ابعد ماتكون عن حاجة المواطن الاندونيسي بل على العكس اذ ان المراقبين والمهتمين بالشؤون الاعلامية يرون ان الاعلام الاندونيسي على تنوعه واختلافه ساهم في ترسيخ الخرافة والجهل والابتعاد عن الواقع وعن تنمية الفكر كما لم يقدم للمشاهد الاندونيسي ما يشجعه على الفهم فالمحطات التلفزيونية على كثرتها لم تقدم ماهو جديد بل معظمها متشابه بالبرامج والفقرات ، واذا تناولت الحدث فان ذلك من باب المتابعة فقط وليس التحليل على الرغم من ان الشعب الاندونيسي بطبعة يصدق الاعلام ويستطيع في أي لحظة يحشد مؤيدين ورافضين لاي فكرة او عمل ، وكل المطلوب هو تحديد مسار اعلامي وطني يكون هدفه الاول تنمية الفكر وازدياد الوعي والادراك لدى المواطن الاندونيسي بشكل عام ،وعدم التساهل فيما يخص المواطن وامنه وسلامة اراضيه ، كما يجب على وسائل الاعلام المتنوعة التنبيه الى المخططات العديدة الرامية الى تجزءة اندونيسيا الى دويلات وتشجيع البعض على الانفال كما حصل في تيمور الشرقية ، وهي مخططات معلومة ومعروفة وتقودها وتساندها بعض الدول الاقليمية ، وكل عمل يسيء الى اندونيسيا كدولة انما يصب في النهايه في صالح تلك المخططات الخارجية ، والعديد من المهتمين بالشؤون الاندونيسية يتساءلون عن المغزى والهدف من تنفيذ العديد من الارهابيين الغير اندونيسيين لمخططاتهم على الاراضي الاندونيسية ؟ ولماذا لاينفذونها داخل اراضيهم  ودولهم ؟ اهو استغلال للظروف المعيشية والاقتصادية لهذا الشعب وتلك الدولة ؟ ام ان تنفيذ المخططات مدروسة ومعدة سلفا وتقودها جهات اكبر بكثير من الجماعات والافراد الذين قاموا بتنفيذها ! . ان اندونيسيا كدولة شاسعة مترامية الاطراف تنعم بالامن والاستقرار تعاني من وضع اقتصادي سيء بسبب العديد من التحديات والمتغيرات الاقليمية والعالمية ، وهذه حقيقة يعلمها الجميع وهي في محاولتها للخروج من ازماتها الاقتصادية العديدة تحاول قدر الامكان تنويع مصادر دخلها وجذب الاستثمار ورؤوس الاموال واقامة المشاريع العملاقة لتعود بالفائدة الكبيرة على اقتصادها وهذه ايضا حقيقة يعلمها الكل ، الا انها عندما تتعرض لاعمال ارهابية لافائدة ولا جدوى ولا نفع يعود لمرتكبيها وانما ضرر عام على الدولة واقتصادها ومحاولة ضرب المشاريع التنموية فيها ، وهذه أم الحقائق التي يجب ان يعلمها المواطن الاندونيسي اينما كان وكيفما اراد ، وهي بلا شك اذا مااستمرت ونمت وترعرعت فانها ستعود بالويل والدمار لوطنه ومستقبله واحلامه ، على الاندونيسيين التفكير مليا والحذر من كل مايمكن ان يسيء لوطنهم ومشاريعهم الوطنية على اختلافها ، وعليهم ان يدركوا ان هذه الاعمال لاتمت الى دينهم بأي صلة ، وليست من العقيدة السمحاء ولا من تعاليم ديننا العظيم ، ولا حتى من تعاليم أي دين سماوي او غير سماوي ..!

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

سياسة قتل الأطفال جزء من العقيدة الصهيونية



من المعروف أن الجيش الإسرائيلي جيش عقائدي قائم على فكرة باطلة في الأساس ومنحرفة ومزورة اعتمدت على أكاذيب تاريخية لم يتحقق منها شيء سوى الدمار والخراب والمزيد من سفك الدماء على مدار عشرات السنين، فهل من المعقول أن تبنى دول على أشلاء النساء والأطفال والأبرياء وسفك الدماء واغتصاب الأرض والعبث بالمقدرات ويكون هذا من تعاليم الرب حسب معتقداتهم بأنهم شعب الله المختار .. ؟ أليس هذا ضربا من ضروب الجنون ؟ من المعروف أن بعض علماء النفس الصهاينة استطاعوا إقناع الجندي الإسرائيلي بان كل ما يفعله هو تقرب إلى الله بما في ذلك قتل النساء والأطفال واستطاعوا إقناع ذلك الجندي أيضا بان قتل أي إنسان غير يهودي هو عبادة وتقرب وطاعة لله لان الأرض لليهود وستعود إليهم وعلماء النفس الصهاينة يلبسون أحيانا ملابس الحاخامات والقادة ويصلون إلى أعلى المناصب في الدولة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ولهذا فإننا نجد أن هناك رابطا مهما بين وجود الصهاينة – كتنظيم سياسي ارهابى – وبين قتل النساء والأطفال ، وهذا الرابط يعود لمئات السنين ولا أبالغ إذا قلت أن الأمر شبه عقائدي عند البعض منهم وعلى المهتمين بذلك مراجعة " فطير بني صهيون " والذي لا يتم إلا بدم طفل عربي مسلم، إضافة إلى إن الخوف من المستقبل على اعتبار أنهم امة مغتصبة بالباطل  هو ما يدفعهم لقتل هذا المستقبل و المتمثل في الطفولة إذ أن هذه الطفولة هي شباب الغد الذي يخافون منه وما قتل الأطفال في فلسطين واستهدافهم في الانتفاضة المباركة الأولى و الثانية ثم في لبنان إلا دليل واضح على هذا الكلام فإسرائيل تعلم تماما أن وجودها مؤقت وهذا ثابت في كتبهم ومراجعهم فلو كانوا أصحاب حق وأصحاب ارض وتاريخ فلماذا كل هذه الإجراءات التي تعبر عن الخوف والهلع مثل الجدار الفاصل والإجراءات الأمنية المشددة والتسلح الغير طبيعي وتجنيد الشعب الإسرائيلي بأكملة، أليس هذا دليل خوف ناتج من اغتصاب و اعتداء على الآخرين , هم يعرفون أن النهاية على يد رجال ذاقوا وبال إجرامهم وعلى يد شعوب عانت الكثير منهم فلهذا صبوا جام حقدهم على النساء والأطفال محاولين تهدئة نفوسهم بإشباعها بدماء الأبرياء وإقناع أنفسهم وشعبهم الخليط بأنهم سيتغلبون على النبوءات المكتوبة تماما مثلما فعل حاخاماتهم في الماضي من تزوير ابتدء بالتوراة واستمر حتى تاريخ وجودهم واغتصابهم للأرض المباركة. ولا شك أن الصهيونية  هي ليست كل اليهودية وإنما حزب سياسي يهودي وحركة تضم المتطرفين من اليهود ، فاليهودية  كما كل الأديان السماوية الأخرى مذاهب وفرق ، ومن الممكن أن تضم الصهيونية أشخاص غير يهود ومن الممكن أيضا أن يكونوا أكثر صهيونية من اليهود أنفسهم ، وهذا واضح للعيان في كل زمان ومكان ، إلا أن الثابت التاريخي الوحيد أن الباطل لا يدوم وهو ثابت عندنا وعندهم ولهذا فان هناك عقدة لدى الجندي الإسرائيلي من مشاهدة أي طفل أو طفلة عربية، هذه العقدة نابعة من الخوف من المستقبل ولهذا فقد زرعوا بداخلة قتل هذا المستقبل دون تفكير والطفولة العربية خير ما يمثله هذا المستقبل حتى أصبحت الهواية المفضلة لدى الصهاينة هي قتل الأطفال العرب واستهدافهم واختطافهم والتنكيل بهم وهو ما يحاولون تنشئة أطفالهم أيضا عليه وما شاهدناه من هدايا أطفال إسرائيل لنظرائهم اللبنانيين خير دليل على ذلك
رحم الله أطفالنا وبارك في أرحام نسائنا فالمعركة مستمرة وهذا أمر مقدر ومحتوم وبارك الله في بلاد الشام فلسطين وما حولها فمنها بدأت أحداث الزمان وفيها تنتهي


د. رشيد بن محمد الطوخي