الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

قراءة واقعية للاحداث الجارية في مصر




د. رشيد بن محمد الطوخي

بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

الإشكالية في التحليل السياسي لا يمكن أن تكون من رؤية واحدة وزاوية واحدة فقط فالمتابع لأي حدث ولأي شأن لا يتكون لديه التحليل السياسي الصحيح والصادق إذا كان يتابع من جهة واحدة أو من إعلام واحد فقط فكل مؤسسة إعلامية تقدم رؤيتها وتحليلاتها للأحداث بحسب ما يخدم توجهاتها وأجندتها التي من أجلها نشأت ولنا في ذلك مثال عند المقارنة بين قناتي الجزيرة والعربية او بين قناة العالم الايرانية والاخبارية السعودية فلكل منها أهداف تسعى لتحقيقها وهنا يختلف المحلل السياسي المستقل والذي لا يتبع أي جهة أو مؤسسة في تحليله للأمور رغم أن تكوينه الفكري وميوله السياسي له تأثير كبير في تكوين تحليلاته السياسية ولكن حاله أخف وأصدق نوعاً ما ممن يعمل في جهة أو موسسة يلتزم بمعاييرها وتوجهاتها وأجندتها التي لا يمكن الخروج من إطارها. بعد هذه المقدمة يمكننا الدخول في صلب الموضوع وهو قراءة الأحداث الجارية في مصر وأطراف الصراع القائم وهو الجيش ومؤيديه في طرف والإخوان والتيارات الاسلامية والمتعاطفين معهم في طرف آخر، ولكل طرف من أطراف النزاع مؤسساته وقنواته وصحفه وكل منهما ينقل ما يحدث في مصر فإن كان المتابع مقتصر في متابعته لطرف دون آخر فستتشكل لديه قناعته التي يريد تشكيلها صاحب هذه الرؤية وسيتم التحكم بعقله ورأيه وقلبه ولكن بطريقة غير مباشرة ولا إرادية.ومن وجهة نظر محايدة نستطيع القول ان ماحدث بمصر كان لخير وصالح مصر والشعب المصري وجيشها المختار وهذا مادلت عليه الاحداث المتتابعة لان فترة حكم الإخوان كادت ان تجلب الويل والبلاء لمصر وشعبها...يتبع

السبت، 12 أكتوبر 2013

اخوان سورية وتصريحات المراقب العام



بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي


لاشك ان الكلمات التي قالها المراقب العام للاخوان المسلمين في سورية السيد رياض الشقفه حول السعودية وعلاقة اخوان سوريا بها انما جاءت لتؤكد ان جماعة الاخوان المسلمين في العالم وان تشابهت في الاسم الا انها لا تتشابه في الافكار والتبعية ويرى المراقبون والمحللون ان هذه الكلمات او التصريحات انما هي رسالة واضحة للمملكة العربية السعودية باننا كإخوان سورية نثمن للسعودية مواقفها الداعمة لكل القضايا ولا نربط علاقتنا المتميزة بالرياض بما يحدث في مصر او غيرها فكل بلد له خصائصه ، وايضاً يرى المهتمون بأن هذه التصريحات تعكس مدى الوعي والاستقلالية لدى جماعة اخوان سورية وعدم التبعية لا لايران ولا لغيرها وانهم في صراعهم مع النظام السوري انما هم يطلبون الحرية والاستقلالية ويقفون مع الشعب صفاً واحداً فهم جزء من نسيجه ومكوناته ، والمعروف ان اخوان سورية ومنذ بداية الثورة السورية قد اختلفوا في عدد من النقاط مع اخوان مصر حول موضوع ايران وحماس وحزب الله الذين يعتبرون من اكثر الداعمين للنظام السوري في الوقت الذي كان التقارب الكبير بين اخوان مصر وحماس وطهران وحتى حزب الله واضحاً وجلياً ولا يخفى على احد ، فالاخوان في سورية ومنذ مطلع الثمانينات كانت لهم رؤية خاصة تختلف عن غيرهم بسبب صراعهم المبكر مع النظام السوري في الوقت الذي كانت تتهافت الاحزاب الدينية والاسلامية عموماً الى دمشق لتقدم آيات الولاء والطاعة للنظام السوري مقابل دعم مادي او ايجاد مكتب تمثيلي لها في احد شوارع العاصمة السورية ولا ادل على ذلك من جماعات الجهاد في فلسطين وحركة حماس وإخوان مصر وعشرات الاحزاب الدينية الصغيرة في شتى انحاء العالم والذين كانوا يفتخرون بعلاقاتهم المميزة مع دمشق ومع النظام السوري .. وان كان بعضهم قد استيقظ مؤخراً بعد سيول الدم والخراب الا ان البعض الاخر لم ولن يستيقظ لانه في الاصل صنيعة سورية – ايرانية بإمتياز واستيقاظه يعني موته سريرياً فبقاءه مرهون بسباته .
ونستطيع القول انه بعد تصريحات المراقب العام مؤخرا حول رؤيتهم للاحداث يجب علينا ان لا نحمل الاخوان المسلمين في سورية فوق ما يحتملون وعلينا ان لا ننسى انهم من اكثر الاحزاب والتنظيميات الاسلامية تضحية فما قدموه خلال اكثر من 30 عام يفوق كثيراً ما قدمه الاخرون خلال نفس الفترة ، وحتى لحظة كتابه هذه السطور لا ارى ان اخوان سورية يسيرون في اتجاه اي جماعة اخرى من الاخوان المسلمين واعتقد انا وكل المهتمين والمراقبين بالشؤون السورية وبالاحزاب والتنظيمات ان كل ما يربط الاخوان المسلمين في سورية مع التنظيم الدولي للاخوان المسلمين انما هو الاسم فقط الا اذا ثبت عكس ذلك ومن اجل هذا فقد ادركت القيادة العامه المشتركه للجيش الحر وقيادة الاركان تلك النقطة وقدمت نصيحه للاخوان المسلمين بتغير الاسم طالما ان الهدف هو خدمة الوطن السوري وبناء مؤسساته " وقالت في بيان لها  ندعو جماعة الاخوان المسلمين ان انشاء حزب وطني لا يحمل اسم الاخوان المسلمين على اعتبار ان هذا الاسم صار الان مرتبطاً اكثر من اي وقت مضى بالتبعية لإيران ولسورية بسبب اخوان مصر وها نحن نرى ان رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل استغل فرصة ركود الثورة وتقلبات العالم تجاه القضية السورية فسارع الى ارسال وفد كبير من حماس الى ايران لتقديم ايات الاعتذار والندم وطلب الصفح والغفران والاستعداد للعودة الى حظيرة النظام السوري من جديد . متجاهلاً الدماء السورية التي اريقت والمذابح الرهيبة التي فاقت كل تصور ودعا بسخافة معهودة منه الى توجيه البندقية الى فلسطين وليس الى النظام السوري وهي دعوة تحمل سماً زعافاً بكميات كبيرة داخل القليل من العسل إذ انه لم يقل لنا كيف نوجهها ومن اين وكيف اذا كان النظام السوري يذبح السوريين نيابة عن اسرائيل وبتفويض منها ؟ .

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

اصدار العدد 156 من مجلة الوقائع الدولية


 
مجلة الوقائع الدولية العدد 156 اكتوبر 2013م

صدر العدد 156 لشهر اكتوبر( تشرين أول ) 2013م من مجلة الوقائع الدولية والتي يرأس تحريرها الدكتور رشيد بن محمد الطوخي وقد احتوى العدد على الكثير من المواضيع الهامة والساخنة في المنطقة وكان موضوع الغلاف بعنوان " الاسد .. جزار سورية ام طبيبها الجراح ؟ " اضافة الى مواضيع اخرى منها الائتلاف الوطني السوري وتحديات المرحلة المقبلة ، ودوما قصة مدينة منكوبة ، كما تناول العدد ايضا الذكرى السنوية للعيد الوطني السعودي وأهم المنجزات في المملكة العربية السعودية واما افتتاحية رئيس التحرير فكانت حول انتخاب السيد احمد طعمة الخضر رئيسا للحكومة المؤقتة والتحديات المقبلة، ومواضيع اخرى متنوعة . والجدير بالذكر ان مجلة الوقائع الدولية ذات ترخيص فرنسي وتطبع حالياً في سنغافورة وتوزع في العديد من دول المنطقة وقد صدر العدد الاول منها في عام 1999 وهي عضو في مؤسسة التحقق من الانتشار ويستطيع القارئء متابعة المجلة والاطلاع على كافة المواضيع عبرالموقع الالكتروني ابتدا من شهر يونيو 2013م وجاري العمل حاليا على أرشفة أعداد السنوات السابقة الكترونيا.

الخميس، 3 أكتوبر 2013

السعودية .. خطوات على طريق الاغاثة


د. رشيد بن محمد الطوخي مدير عام المؤسسة العربية للتنمية والمساعدات الإنسانية

بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

لاشك ان المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال الداعم الأساسي لـكل القضايا العربية والإسلامية ففي الوقت التي حُلتّ مجمل الازمات العربية فيه الا ان القضية السورية لاتزال تتعقد وتتشابك وقد ظهرت أيدي المملكة بالدعم والمساندة وإرسال جسور الغوث للنازحين والمستشفيات المتنقلة للجرحى والضحايا وكذلك خدمات الايواء بالنسبة للسوريين في لبنان والاردن وتركيا ولعل حملة خادم الحرمين الشريفين لغوث الأشقاء في سوريا ومن قبلها توجيهاته المباركة بدعم السوريين والتسهيل لهم وتوفير كل احتياجاتهم خير دليل على ذلك، ولايقتصر الدعم السعودي للقضية السورية على الجوانب الاغاثية فقط بل يتعداه الى النواحي السياسية ومحاولة الضغط على المحافل الدولية واروقة الامم المتحدة لاستصدار قرارات تخفف من معاناة السوريين وتضع حلا لتلك الحرب التي امتدت لحوالي ثلاث سنوات الى الان وما إلغاء الوفد السعودي برئاسة سمو وزير الخارجية الامير سعود الفيصل لكلمة المملكة امام الجمعية العامة للامم المتحدة مؤخرا الا دليل على استنكار المملكة للتباطوء في تنفيذ القرارات الدولية تجاه سورية ، ولاننسى ان المملكة العربية السعودية اخذت على عاتقها تقديم كافة اشكال الدعم السياسي والدبلوماسي والمادي والاغاثي والانساني للشعب السوري والوقوف معه في محنته هذه، ونستطيع القول إن الموقف السعودي الواضح والشفاف والذي سمى الأشياء بأسمائها منذ اليوم الاول للاحداث في سوريا يعتبر مهما وجاء في وقته فالمملكة العربية السعودية ومنذ اندلاع الأحداث في سورية شكلت الرافعة السياسية والأخلاقية للموقف من مايتعرض له الشعب السوري وحاولت السعودية ولا تزال تحاول قطع الطريق على تجار الدم الذين يتلاعبون بمصير الشعب السوري ومقدراته وتضحياته ومن هنا فإن مطالبة السعودية لمجلس الأمن بضرورة التدخل لرفع الظلم عن الشعب السوري والفلسطيني تعتبر مطالبة منصفة وتبين الفارق بين من يريد استقرار وسلام الشعوب العربية وبين من يريد المتاجرة بهم وبالمنطقة ككل .