الأربعاء، 1 مايو 2013

مجاذيب السلطة ودراويش الشر والطمع




بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

لا شك أن التأثير العقائدي في الحروب له مفعول مضاعف عن تأثير غيره عشرات المرات خاصة إذا أخذ هذا الصراع منحى السلاح ومعركة الوجود وإلغاء الآخر ، وما يحدث في سورية هو بالتأكيد صراع وصل إلى الحد العقائدي بعدما بقي لأكثر من سنتين ضمن إطاره الوطني فقط وما ذاك إلا لأن النظام السوري يدرك أهمية صراع العقائد وكيفية التضحية بالنفس والنفيس في سبيل العقيدة فأقنع معظم طائفته العلوية بأن ما يحدث إنما هي حرب دينية وطائفية ويساعده على ذلك الشيعة الإيرانيون كمرجعية شيعية كبرى وحزب الله الشيعي العربي "المقاوم بنظر الكثير منهم "وافتعل في سبيل ذلك العديد من المسرحيات الدموية ليقنع أبناء الطائفة بأنهم إما معه أو في القبور ، ولم يكن الأسد يستطيع ذلك هو ولا الإيرانيون ولا حتى حزب الله دون وجود شريحة علماء السنة المؤيدين له ، وأقول "العلماء" مجازا كما يطلق عليهم رسميا وليس واقعا حقيقيا وعلى رأس هؤلاء محمد سعيد البوطي الذي كافأه النظام بقتله في المسجد بعد انتهاء دوره ، وما ذاك إلا لأن النظام السوري ومنذ عشرات السنين يدرك أهمية كلمة علماء السنة عند العوام وأهمية أن يكون عنده بعضا منهم يؤيدون أعماله كلها ، تماما كما كان والده حافظ الأسد يحرص دائما على إظهار البوطي كمؤيد ومساند له ومن قبل البوطي المفتي أحمد كفتارو الذي كان لا يقل حماسا وتأييدا للسلطة عن البوطي وكلاهما الآن عند مليك مقتدر ، ولعل من المناسب أن نذكر أن النظام السوري ومنذ بداية الأزمة حاول شراء ذمم العلماء بكل الطرق والأساليب بالترغيب تارة وبالترهيب تارات عديدة إلا أنه لم يفلح مع الجميع ، ومن بقي حوله هم من صنعهم النظام بنفسه وانتقاهم بعناية وعلى رأسهم المفتي الحالي أحمد حسون الذي يؤكد العديد من المتابعين له والمقربين منه أنه تشيع منذ أكثر من سبع سنوات وأعلن ذلك في مجالسه الخاصة وأنه كان ولا يزال شديد الولاء لإيران ومراجع قم والنجف ولا يخفى على أحد جهله بأمور الدين وقد تبين ذلك بمواقف كثيرة مسجلة وموثقة رسميا . وإذا كان الحديث هنا عن مجاذيب السلطة ودراويش الشر والطمع ومشايخ الفتنة والضلال فلابد وأن يقودنا الحديث إلى عشرات الشخصيات السنية التي لا تزال تخدع العوام بالفتاوى الكاذبة ولا تزال تمدح وتؤيد النظام رغم أنه أزهق أكثر من مئة ألف روح سنية بريئة غالبيتها من النساء والأطفال والعجائز تماما كما كان يفعل المجوس الفرس وغيرهم من أعداء الإسلام الذين يتربصون بالمسلمين وما أن يذهب الرجال إلى الحروب حتى يباغتوا النساء والأطفال ويعملوا فيهم السيف والرمح مستعرضين بطولات لا تظهر إلا أمام الضعفاء والمساكين ، وأما ساحات الرجولة والفداء فلم يكن لهم فيها نصيب ولا حاجة ... إن بعض المحسوبين على السنة من مشايخ الدجل الذين يحاولون زرع الفتنة بين صوفي وسلفي وبين مذهب وآخر مستغلين جهل العامة بالأحكام وانشغال الخاصة بالحروب والأحداث ماهم إلا الذراع السني للنظام الطائفي الذي يحاول بها ان يشق الصف ويشتت الشمل ويقول للعالم انه لا يفعل إلا ما يشيره عليه علماء السنة وما هذا إلا لذر الرماد بالعيون فهذه الأسماء من دراويش الشر والطمع والفتنة ابتداء بالبوطي وانتهاء بأصغر متتلمذ عنده ومرورا بالمفتي حسون والوزيرعبد الستار السيد ومفتي دمشق بشير عبد الباري والعشرات غيرهم الذين يصعب حفظ اسماءهم لتشابههم قولا وشكلا "إن البقر تشابه علينا" ماهم إلا مشايخ الضلال والخديعة ، والصوفية الخالصة بريئة منهم تماما كما برئت السلفية الطاهرة ، ولابد ان نقول ان الشعب الحر الثائر قد عرفهم وعرف كيدهم حتى وإن كانت العمائم بمختلف ألوانها فوق رؤوسهم وحتما سيذكرهم التاريخ كأشخاص حاولوا قتل الروح الوطنية ووأد شعلة الحرية وتستروا في ذلك بستار الدين والعقيدة