الجمعة، 23 ديسمبر 2011

قراءة في ظاهرة الارهاب بدول جنوب شرق اسيا - اندونيسيا – تايلند – ميانمار

 بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي

لاشك ان حوادث الارهاب المرتبطة بالجماعات الاسلامية في منطقة جنوب شرق اسيا تعود الى فترة مابعد تفجيرات نيويورك " سبتمبر" 2002م الشهيرة حيث كانت تلك الحادثة انطلاقة تحول منهجي وفكري وسلوكي لدى العديد من الجماعات الاسلامية المتشددة  او على الاقل اشارة عالمية لتلك الجماعات على اختلاف مسمياتها للانطلاق بشكل واسع نحو اعمال العنف والعنف المضاد لاثبات وجودهم وفرض اراءهم وفي حالات ضيقة ومحدودة للدفاع عن انفسهم مما يعتقدون انه مؤامرة دولية لاستئصالهم اينما كانوا وكيفما ظهروا .واذا كان الحديث عن ظاهرة الارهاب بتلك الدول فلابد لنا ان نعرف انه ارتبط بفصيلين مختلفين تماما من حيث التوجه والاهداف فالاول اسلامي جهادي متطرف والاخر بوذي مناهض للاسلام متطرف ايضا وكلاهما يسعى لفرض اراء وافكار مؤمنا بها مستخدما العنف ومستمدا قوته من مصادر شعبية عديدة حسب الدولة والنظام والمجتمع ، وهذا تحديدا مانراه في جنوب تايلند " اقليم فطاني " وفي ميانمار ودول المنطقة المحيطة .
اندونيسيا....من المعروف ان الجماعات الاسلامية في المنطقة والتي تعتبر اكثر تطرفا نشأت وترعرعت في اندونيسيا اولا ، نظرا لطبيعة تلك البلاد واتساع رقعتها ومساحتها واختلاف اعراقها واصولها ، وكذا الفقر والحالة الاقتصادية والاجتماعية المتردية قياسا بعدد السكان 280 مليون نسمة وكذا الحرية الفكرية والاجتماعية المطلقة وعدم الرقابة وانتشار الفساد والمحسوبية والرشاوى وماشابه ، حيث تعتبر اراضي اندونيسيا ملاذا آمنا للهاربين والمطلوبين من الدول المجاورة ، ومركزا نشطا لهم ، ونستطيع القول ان معظم قادة التطرف الاسلامي في جنوب شرق اسيا انطلقوا في اعمالهم من الاراضي الاندونيسية مستغلين سهولة الحركة وحرية التنقل ومن الامثلة على ذلك المهندس الماليزي الشهير باسم " ازهري " والذي قتل في اندونيسيا قبل سنوات ، وحديثا نور الدين محمد توب ومساعده ابراهيم وهما ماليزيين ، وتواجه اندونيسيا الان تحديات عظيمة وجسيمة اذ ان الاعمال الارهابية التي تعرضت لها بدءا بتفجيرات بالي الشهيرة وانتهاءا بتفجيرات الفنادق في جاكرتا طبعا مرورا بعشرات الاعمال كالهجوم على السفارة الاسترالية واغتيال بعض الشخصيات ومحاولات هنا وهناك كان هدفها بالدرجة الاولى ضرب القطاع السياحي التي تسعى جاكرتا جاهدة الى تنميته ، وبمعنى اخر فانه كلما ارادت اندونيسيا اعتماد خطة للنهوض باقتصادها ووصلت الى حافة النجاح تأتيها ضربات ومحاولات يائسة من البعض لتشويه صورتها وابقاءها ضمن الدول الغير آمنة سياحيا واستثماريا ، وهذا مايجعل الشكوك تحوم حول الاهداف الحقيقية لهوؤلاء الارهابيين ، وهل هم ينطلقون من تلقاء انفسهم ام انهم ينفذون اجندات خاصة كلفوا بها من البعض في محاولة للنيل من اندونيسيا كدولة مترامية الاطراف ولها وزنها وثقلها على المستويين الاقليمي والدولي .واقول هنا ان اندونيسيا ذات السبعة عشر الف جزيرة موزعة في ارخبيل عرف باسمها " ارخبيل اندونيسيا " تمتاز بوضع اجتماعي ثقافي بسيط يمكن من خلاله لاي زائر او مقيم في هذه الدولة التعايش بكل حرية وامان ، كما يمكن ايضا لاي شخص ممارسة كل نشاطاته مهما كانت " فكرية او اجتماعية او سياسية او غير ذلك " وهو ماشجع متطرفي المنطقة على اللجوء للاراضي الاندونيسية كملاذ أمن لهم وتجنيد العشرات من البسطاء عدا عن تنفيذ اجنداتهم الخاصة داخل تلك البلاد مثل ماحدث في بالي وبعدها سلسلة الاعمال الارهابية التي ذكرناها سابقا وكلها اخذت طابعا واحدا هو ضرب السياحة والقطاع الاقتصادي واظهار الدولة بمظهر العاجز عن حماية المكتسبات الوطنية ، فالامر برمته اكبر بكثير من ادراك هؤولاء الفتية الذين ينفذون تلك الاجندات ، ولعل المراقب للاحداث والمتابع لها يدرك حقيقة ما يجري . واذا افترضنا جدلا ان تيارا اسلاميا هو " بعض متطرفي الجماعة الاسلامية " من كانوا وراء هذه الاعمال فانهم بلا شك الجناح المشوش فكريا والتابع او الجاهل سياسيا ، ولنأخذ تفجيرات بالي كنموذج لهذه الاعمال ، فمن حيث المبدأ يجب ان يكون لكل فعل هدف وسبب لهذا الهدف وهو مانراه في بعض المناطق المتفرقة في العالم مثل تفجيرات وحدات سكنية عسكرية امريكية او معسكرات للجيش او تجمعات لعناصر امنية وعسكرية مختلفة .. أما تفجير نوادي ليلية وملاهي لا يتواجد فيها سوى مدنيون على اختلاف جنسياتهم يمارسون هواياتهم بالسهر والرقص فهذا لم نسمع به قبل بالي ؟ وسواء كنا نؤيد تصرفاتهم بالسهر والشرب والرقص او لا نؤيد فهذا لايعطي الحق لاي جماعة اسلامية او غير اسلامية بالقتل الجماعي دون تمييز ؟ والعمل برمته لايمت للاسلام بصلة ، ولست هنا بصدد تحريم او تأييد الحدث ولكني اسوقة كشاهد على المقالة ، ففي الماضي كان المقتول يعلم لماذا سيقتل او قتل " بضم القاف" والقاتل يعلم لماذا قتل " بفتح القاف" اما فيما حدث باندونيسيا تحديدا فلا المقتول يعلم لماذا قتل ولا القاتل لماذا قتل وهنا تكمن المصيبة والكارثة اذا ماعممت ، فمن خلال متابعات المهتمين والمراقبين للاحداث في اندونيسيا والحوارات واللقاءات الاعلامية مع بعض منفذي تلك التفجيرات وجدوا ان الجانب الفكري عندهم مشوش ، كما اننا لا ننسى ان الجماعة الاسلامية ايضا لم تؤيدهم ولنأخذ موقف زعيم الجماعة " ابو بكرباعشير " منهم اذ لم يؤيدهم ولم يجرمهم ولعل عدم التجريم هو من باب الخوف من الانقسام والفتنة داخل الجماعة ، ونستطيع القول مجددا ان الاعمال التي حدثت حتى الان في اندونيسيا تحديدا تحمل بصمات خارجية في مجملها حتى لو كانت الايدي المنفذة " اندونيسية " كما ان استغلال العواطف الاسلامية الجياشة والجهل النسبي في الاحكام الدينية لدى عامة الاندونيسيين كان له اثر كبير الى جانب العامل الاهم والاقوى وهو الحالة الاقتصادية والوضع الاجتماعي ، وعدم التوعية الرسمية ، وهذا جانب مهم من جوانب مكافحة الافكار المتطرفة ، فالاعلام في اندونيسيا مشغول كليا بامور ابعد ماتكون عن حاجة المواطن الاندونيسي بل على العكس اذ ان المراقبين والمهتمين بالشؤون الاعلامية يرون ان الاعلام الاندونيسي على تنوعه واختلافه ساهم في ترسيخ الخرافة والجهل والابتعاد عن الواقع وعن تنمية الفكر كما لم يقدم للمشاهد الاندونيسي ما يشجعه على الفهم فالمحطات التلفزيونية على كثرتها لم تقدم ماهو جديد بل معظمها متشابه بالبرامج والفقرات ، واذا تناولت الحدث فان ذلك من باب المتابعة فقط وليس التحليل على الرغم من ان الشعب الاندونيسي بطبعة يصدق الاعلام ويستطيع في أي لحظة يحشد مؤيدين ورافضين لاي فكرة او عمل ، وكل المطلوب هو تحديد مسار اعلامي وطني يكون هدفه الاول تنمية الفكر وازدياد الوعي والادراك لدى المواطن الاندونيسي بشكل عام ،وعدم التساهل فيما يخص المواطن وامنه وسلامة اراضيه ، كما يجب على وسائل الاعلام المتنوعة التنبيه الى المخططات العديدة الرامية الى تجزءة اندونيسيا الى دويلات وتشجيع البعض على الانفال كما حصل في تيمور الشرقية ، وهي مخططات معلومة ومعروفة وتقودها وتساندها بعض الدول الاقليمية ، وكل عمل يسيء الى اندونيسيا كدولة انما يصب في النهايه في صالح تلك المخططات الخارجية ، والعديد من المهتمين بالشؤون الاندونيسية يتساءلون عن المغزى والهدف من تنفيذ العديد من الارهابيين الغير اندونيسيين لمخططاتهم على الاراضي الاندونيسية ؟ ولماذا لاينفذونها داخل اراضيهم  ودولهم ؟ اهو استغلال للظروف المعيشية والاقتصادية لهذا الشعب وتلك الدولة ؟ ام ان تنفيذ المخططات مدروسة ومعدة سلفا وتقودها جهات اكبر بكثير من الجماعات والافراد الذين قاموا بتنفيذها ! . ان اندونيسيا كدولة شاسعة مترامية الاطراف تنعم بالامن والاستقرار تعاني من وضع اقتصادي سيء بسبب العديد من التحديات والمتغيرات الاقليمية والعالمية ، وهذه حقيقة يعلمها الجميع وهي في محاولتها للخروج من ازماتها الاقتصادية العديدة تحاول قدر الامكان تنويع مصادر دخلها وجذب الاستثمار ورؤوس الاموال واقامة المشاريع العملاقة لتعود بالفائدة الكبيرة على اقتصادها وهذه ايضا حقيقة يعلمها الكل ، الا انها عندما تتعرض لاعمال ارهابية لافائدة ولا جدوى ولا نفع يعود لمرتكبيها وانما ضرر عام على الدولة واقتصادها ومحاولة ضرب المشاريع التنموية فيها ، وهذه أم الحقائق التي يجب ان يعلمها المواطن الاندونيسي اينما كان وكيفما اراد ، وهي بلا شك اذا مااستمرت ونمت وترعرعت فانها ستعود بالويل والدمار لوطنه ومستقبله واحلامه ، على الاندونيسيين التفكير مليا والحذر من كل مايمكن ان يسيء لوطنهم ومشاريعهم الوطنية على اختلافها ، وعليهم ان يدركوا ان هذه الاعمال لاتمت الى دينهم بأي صلة ، وليست من العقيدة السمحاء ولا من تعاليم ديننا العظيم ، ولا حتى من تعاليم أي دين سماوي او غير سماوي ..!

الجمعة، 16 ديسمبر 2011

سياسة قتل الأطفال جزء من العقيدة الصهيونية



من المعروف أن الجيش الإسرائيلي جيش عقائدي قائم على فكرة باطلة في الأساس ومنحرفة ومزورة اعتمدت على أكاذيب تاريخية لم يتحقق منها شيء سوى الدمار والخراب والمزيد من سفك الدماء على مدار عشرات السنين، فهل من المعقول أن تبنى دول على أشلاء النساء والأطفال والأبرياء وسفك الدماء واغتصاب الأرض والعبث بالمقدرات ويكون هذا من تعاليم الرب حسب معتقداتهم بأنهم شعب الله المختار .. ؟ أليس هذا ضربا من ضروب الجنون ؟ من المعروف أن بعض علماء النفس الصهاينة استطاعوا إقناع الجندي الإسرائيلي بان كل ما يفعله هو تقرب إلى الله بما في ذلك قتل النساء والأطفال واستطاعوا إقناع ذلك الجندي أيضا بان قتل أي إنسان غير يهودي هو عبادة وتقرب وطاعة لله لان الأرض لليهود وستعود إليهم وعلماء النفس الصهاينة يلبسون أحيانا ملابس الحاخامات والقادة ويصلون إلى أعلى المناصب في الدولة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ولهذا فإننا نجد أن هناك رابطا مهما بين وجود الصهاينة – كتنظيم سياسي ارهابى – وبين قتل النساء والأطفال ، وهذا الرابط يعود لمئات السنين ولا أبالغ إذا قلت أن الأمر شبه عقائدي عند البعض منهم وعلى المهتمين بذلك مراجعة " فطير بني صهيون " والذي لا يتم إلا بدم طفل عربي مسلم، إضافة إلى إن الخوف من المستقبل على اعتبار أنهم امة مغتصبة بالباطل  هو ما يدفعهم لقتل هذا المستقبل و المتمثل في الطفولة إذ أن هذه الطفولة هي شباب الغد الذي يخافون منه وما قتل الأطفال في فلسطين واستهدافهم في الانتفاضة المباركة الأولى و الثانية ثم في لبنان إلا دليل واضح على هذا الكلام فإسرائيل تعلم تماما أن وجودها مؤقت وهذا ثابت في كتبهم ومراجعهم فلو كانوا أصحاب حق وأصحاب ارض وتاريخ فلماذا كل هذه الإجراءات التي تعبر عن الخوف والهلع مثل الجدار الفاصل والإجراءات الأمنية المشددة والتسلح الغير طبيعي وتجنيد الشعب الإسرائيلي بأكملة، أليس هذا دليل خوف ناتج من اغتصاب و اعتداء على الآخرين , هم يعرفون أن النهاية على يد رجال ذاقوا وبال إجرامهم وعلى يد شعوب عانت الكثير منهم فلهذا صبوا جام حقدهم على النساء والأطفال محاولين تهدئة نفوسهم بإشباعها بدماء الأبرياء وإقناع أنفسهم وشعبهم الخليط بأنهم سيتغلبون على النبوءات المكتوبة تماما مثلما فعل حاخاماتهم في الماضي من تزوير ابتدء بالتوراة واستمر حتى تاريخ وجودهم واغتصابهم للأرض المباركة. ولا شك أن الصهيونية  هي ليست كل اليهودية وإنما حزب سياسي يهودي وحركة تضم المتطرفين من اليهود ، فاليهودية  كما كل الأديان السماوية الأخرى مذاهب وفرق ، ومن الممكن أن تضم الصهيونية أشخاص غير يهود ومن الممكن أيضا أن يكونوا أكثر صهيونية من اليهود أنفسهم ، وهذا واضح للعيان في كل زمان ومكان ، إلا أن الثابت التاريخي الوحيد أن الباطل لا يدوم وهو ثابت عندنا وعندهم ولهذا فان هناك عقدة لدى الجندي الإسرائيلي من مشاهدة أي طفل أو طفلة عربية، هذه العقدة نابعة من الخوف من المستقبل ولهذا فقد زرعوا بداخلة قتل هذا المستقبل دون تفكير والطفولة العربية خير ما يمثله هذا المستقبل حتى أصبحت الهواية المفضلة لدى الصهاينة هي قتل الأطفال العرب واستهدافهم واختطافهم والتنكيل بهم وهو ما يحاولون تنشئة أطفالهم أيضا عليه وما شاهدناه من هدايا أطفال إسرائيل لنظرائهم اللبنانيين خير دليل على ذلك
رحم الله أطفالنا وبارك في أرحام نسائنا فالمعركة مستمرة وهذا أمر مقدر ومحتوم وبارك الله في بلاد الشام فلسطين وما حولها فمنها بدأت أحداث الزمان وفيها تنتهي


د. رشيد بن محمد الطوخي

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

عشرون دقيقة في حضرة السلطان


لم يكن انتظارنا طويلاً في سلطنة بروناي حتى حظينا بمقابلة السلطان حسن بلقية والذي كما توقعنا كان بشوشاً هادئاً ومصغياً .. فبالرغم من ضيق الوقت لكثرة انشغال جلالته الإ اننا استفدنا الكثير من توجيهاته وإرشاداته ونصائحه فيما يتعلق بالعمل الانساني وكانت مفاجئتنا أكبر عندما لم نجد تلك التعقيدات البروتوكولية في بلاط السلطنة فبمجرد دخلونا "للأستانة" قصر السلطان كان الجميع بشوشاً وودوداً وطيباً . خاصة وأننا لم نتطرق إلى السياسة أو أحداث الساعة أو ما يجري هنا وهناك ولم نتحدث عن المصائب والويلات التي تصيب بعض الامم . بل كان حديث جلالته مختصرا ومقتضباً حول العمل الانساني وحول الخطوات التي تتخذها بروناي لتقوية اقتصادها وتنويع مصادر الدخل ومن هذا الكلام .. كان حديث السلطان حديث الوالد الناصح والعارف الموجه والخبير المتمكن ونحن كنا نصغي مستفيدين من تلك الفرصة كي نطلع أكثر ونفهم أعمق ونحلل بشكل سليم ومتكامل .. الوقت الرسمي المخصص لهذه المقابلة هو عشرون دقيقة وهي ليست قليلة في حسابات الملوك والسلاطين، ونحن شعرنا أننا خرجنا بمجموعة توجيهات مفيدة وحساسة خاصة فيما يتعلق بالعمل الإنساني في تلك المناطق .
ولعل أكبر استفادة حققناها هي بالفعل شرف اللقاء بجلالته على أرض السلام والمحبة والأمان .. بروناي دار السلام.

د. رشيد بن محمد الطوخي

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

الاتزان السياسي في ماليزيا


تتسم ماليزيا منذ أن تولى باني نهضتها "مهاتير محمد" بالاتزان السياسي وخاصة فيما يتعلق بالأحداث الدولية والإقليمية، بل تحاول دائما السياسة الماليزية أن تجد حلا وسطا نابعا من قناعتها بأن "خير الأمور أوسطها" فلا تندد ولا تتخذ أي موقف معادي أو مؤيد حتى ينجلي الموقف وتتبين الحقائق، وهكذا كانت ولا زالت ماليزيا، فالأحداث الدولية الجسيمة التي مرت بالعالم وهزته مثل أحداث سبتمبر وقضايا الإرهاب كان موقف ماليزيا واضحا وصريحا وجليا ، سواء في عهد مهاتير او في فترة السيد "عبد الله بدوي" رئيس الوزراء السابق والذي قاد ماليزيا في فترة حساسة شهد العالم فيها تغيرات جسيمة وكبيرة، فأوصلها بدوي إلى بر الأمان والسلام وترك انطباعا حسنا عن القيادة السياسية القوية والزاهدة في آن واحد .. لقد كان بدوي رجل دولة من الطراز الرفيع ويتحلى بأخلاق نبيلة قل مثيلها ولم يكن له مطمع أو طموح أكثر من تأدية واجبه تجاه وطنه ماليزيا وهكذا سلم بدوره القيادة إلى السيد "نجيب عبد الرزاق" الرجل الذي صعدت ماليزيا به وصعد بها إلى أفق التطور والازدهار وإلى عالم النجاح المبهر رغم كل التحديات التي تمر بالمنطقة الدولية والإسلامية على وجه الخصوص .. ورغم كل الكوارث والويلات في منطقة جنوب شرق آسيا إلا أن نجيب ومن قبله بدوي ومهاتير كانوا ولا يزالون يحملون أمانة في أعناقهم اسمها ماليزيا القوية والمتطورة.

د. رشيد بن محمد الطوخي

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

سلطنة بروناي .. تنوع استثماري وسياسة اقتصادية جديدة

السلطان " حسن بلقيه " سلطان بروناي دار السلام
لم تكن كغيرها من الدول العديدة التي زرتها أو أقمت بها سواء في آسيا أو غيرها من القارات .. إنها سلطنة بروناي دار السلام تلك الدولة الهادئة والوادعة والساكنة على الساحل الشمالي لجزيرة بورنيو في جنوب شرق آسيا حيث تنقسم إلى منطقتين تفصلهما بلدة لمبانج التابعة لولاية سرواك الماليزية التي تحيط ببروناي بشكل كامل باسثناء ساحل بروناي الشمالي المطل على بحر الصين الجنوبي وهي الدولة المستقلة الوحيدة على جزيرة بورنيو، حيث تتقاسم ماليزيا وإندونيسيا بقية الجزيرة ،ومن المعروف ان بروناي تشهد حاليا انفتاحا اقتصاديا وتنوعا استثماريا عبر جذب المشاريع العملاقة وتقديم العروض للشركات العالمية وكذلك هناك حاليا اتجاها لدعم السياحة في البلاد من خلال اقامة الفنادق الكبرى والمنتجعات السياحية والفندقية وفق المواصفات العالمية حيث كانت بروناي حتى الامس القريب تعتمد على تصدير النفط كعنصر اساسي في اقتصادها وقد علمنا من خلال لقاءاتنا بعدد من المسؤولين ان السلطنة الان تتجه بشكل مباشر الى تنويع مصادر الدخل وتشجيع السياحة وجذب الاستثمارات المتنوعة وان السلطان قد اعطى توجيهات واضحة بشأن ذلك وخاصة فيما يخص الاستثمار السياحي حيث تشهد السلطنة قدوم العشرات او المئات من السياح الاجانب يوميا كما ان هناك برامج زيارات سياحية اعتمدتها بعض الدول الاوروبية لرعاياها تشمل بروناي وشرق ماليزيا ، واقتصاديا فان بروناي تحتل المرتبة الثانية في مؤشر التنمية البشرية بعد سنغافورة بين دول جنوب شرق آسيا ، وتصنف على أنها دولة متقدمة وفقا لصندوق النقد الدولي وتحتل المرتبة الرابعة من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد في ظل تعادل القدرة الشرائية ، ولا يستطيع الزائر إلا أن يسجل إعجابه بهذه الدولة مستنداً إلى خصوصية المعاملة واحترام الآخر فكل شيء في بروناي يشد انتباهك ، طبيعتها الخلابة التي تكاد تنفرد بها من غابات وبحار متداخلة وأنهار تصل ما بينها إلى بعض الأحياء الفريدة والنباتات المتميزة وما إلى ذلك ، مما يشد هواة الطبيعة الرحال إليه ، أضف إلى ذلك هدوء السلطنة وأهلها وسكانها وما يتمتعون به من حب الضيافة واحترام الآخر وإبداء المودة والمحبة والسلام وغير ذلك من العلامات الاجتماعية الراقية التي قل مثيلها الآن . إنها سلطنة بروناي دار السلام التي تترك انطباعا حسنا وعميقا في نفس زائرها وتترك أثرا كبيرا في شخصية المقيم فيها حتى أن من يزورها مرة لابد وأن يسعى مرارا لزيارتها كلما سنحت له الفرصة . أما على المستوى الرسمي فإن بروناي تتمتع باحترام جميع الدول وخاصة العربية والإسلامية ولها مكانة رفيعة وكلمة مسموعة مشفوعة بالود والمحبة نظرا لمودة قيادتها الرائعة وعلى رأسهم السلطان المحبوب حسن بلقية . وهي تعامل الجميع بتميز إلا أنها تنظر إلى المواطن العربي بكثير من الاحترام والتقدير وله مكانته لدى أهالي السلطنة الذين يرون في أي عربي مقيم أو زائر امتدادا لرابط الدين وتوطيدا لأواصر المحبة والصداقة والتعاون ،. تلك هي بروناي التي أحببت في هذه الكلمات البسيطة والسريعة أن أسلط الضوء على بعض الجوانب فيها ، تلك هي بروناي .. السلطنة الرائعة التي شقت طريقها بصمت وسلام وأمان ونجاح.

د. رشيد بن محمد الطوخي

الخميس، 10 نوفمبر 2011

اليمن ومعادلة الثالوث الأحمر



لقد ترددت كثيرا بالكتابة بالشأن اليمني وما ذاك إلا لأنني كنت مؤيدا للرئيس اليمني في خطواته الوحدوية في التسعينات وبعد ما سمي بحرب الانفصال وقمت بزيارة صنعاء وعدن وباقي المدن اليمنية عدة مرات ونشرت حول هذا العشرات من المقالات والدراسات ، إلا أن مشاهد الدم المسال في اليمن وما وصل إليه الحال في أرض السعيدة دعاني للكتابة من جديد عن اليمن وأحوال أهلها من الشمال للجنوب . 
وأقول : عندما بدأت الثورة اليمنية السلمية واعتصم المواطنون مطالبين بالإصلاح ثم برحيل النظام كان هناك فريقان الأول يمثل الشعب أو أكثره والثاني السلطة ورموزها مثلهم في ذلك مثل كل الثورات القديمة والحديثة والتي ستأتي .. إلا أننا فوجئنا بانشقاقات تبدو للوهلة الأولى عجيبة جدا بل ويرى العديد من العارفين والمحللين للشأن اليمني أنها انشقاقات مريبة وهدفها تشتيت الثورة الشعبية . أي بمفهوم آخر سواء كانت هذه الانشقاقات حقيقية أو مفبركة أو وليدة الأحداث على مبدأ "أنقذ نفسك قبل أن يأخذك الطوفان" إلا أنها تضع عراقيل أمام الثورة وتحول مسارها السلمي إلى اللاسلمي وهو ما حصل عندما أعلن الشيخ صادق الأحمر الانضمام للثوار ، وكذلك علي محسن قائد الفرقة الأولى ولا أدري أنا ولا جميع المراقبين سر هذا الانشقاق من أبناء العائلة الحاكمة الواحدة فهل كان "علي محسن الأحمر" مهضوم الحقوق وحبيس البيت قبل الحراك الشعبي حتى يعلن انشقاقه .. أم هل يتوقع أن يستلم هو زمام الأمور كي لا تخرج الرئاسة من عائلة الأحمر؟ ثم الشيخ صادق إذا كان فعلا يؤيد مطالب الشعب وانضم إليهم لماذا يلجأ للسلاح في عملية أشبه بالمسرحية منها إلى الحقيقة فلا السلطة قادرة عليه ولا هو قادر على السلطة وشغلوا الناس والمعتصمين بقصصهم وخلافاتهم والتي أظهروها على أن الطرف الأول يدافع عن الشرعية والطرف الآخر يدافع عن الثورة بينما الطرفان يراوغان ويستبيحان الدم اليمني ولا علاقة لهذا أو ذاك بالحراك الشعبي .
لقد وصل الرئيس اليمني إلى حافة الموت ثم رجع بعد شهور من العلاج ليمارس نفس الأسلوب في الرد على المبادرة الخليجية محاولا كسب المزيد من الوقت ، ولكنه هذه المرة مستخدما السلاح وضاربا بعرض الحائط كل تعهداته بترك السلطة .. ولا شك أبدا أن النظام وعلى رأسه الرئيس علي عبد الله صالح يحاول اللعب بذكاء وحكمة استخدمت في غير محلها فهو قد أمسك بعدة أوراق يظهرها الواحدة تلو الأخرى حسب الزمان والمكان ، والذي يميز موضوع اليمن عن غيره هو تلك الإصابات التي وقعت للرئيس في محاولة اغتياله والتي على ما يبدو محاولة من أقرب المقربين منه لإنهاء الحراك الشعبي والثورة بموت الرئيس فقط والحفاظ على النظام وغالبا هذا ما تريده القبيلة أو العائلة والمقربون والأقربون من رؤوس النظام محاولين بذلك إنقاذ النظام بموت الرئيس وهي سابقة لم تحدث من قبل في أي دولة ولو نجحت لأخذوا عليها براءة اختراع إلا أن الأقدار بيد الله لا بيد البشر. شخصيا وحسب ما عرفنا الرئيس اليمني خلال مقابلتي له في صنعاء وعدن قبل سنوات طوال وحسب ما نسمع ونقرأ عنه سابقا توقعنا أن لا يعود إلى اليمن من رحلة علاجه بالسعودية وتوقعنا أن يعلن راضيا تنازله عن السلطة كشكر لله تعالى الذي أنجاه من الموت وأوضح له الصورة أمام عينيه ، فالذي حاول قتله وقتل من معه من أقرب الناس إليه ومن الثقات عنده وإلا لما استطاع زرع القنبلة في مسجده . أما المساكين الذين يفترشون الأرض معتصمين بالساحات فلا يد لهم في محاولة الاغتيال ، بل هم الآن تائهون ويراقبون الأحداث كما لو أنهم ليسوا طرفا فيها والأمر يتجه على شكل صراع على السلطة بين الرئيس وعلي محسن ، يعني بين عائلة واحدة من قبيلة واحدة وما على الشعب إلا انتظار النتائج ، أو على الأقل هكذا أراد الرئيس للأمر أن يبدو وهكذا نفذ علي محسن الأحمر ما أراده الرئيس ، وانضم الشيخ صادق ليشكل "الثالوث الأحمر" في المعادلة اليمنية ويبقى أن الأحمر الصحيح في الأمر برمته هو لون الدم اليمني الذي سال ولا يزال يسيل على أرض اليمن .

د. رشيد بن محمد الطوخي

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

فيتنام الجديدة اقتصاد قوي وانفتاح على العرب

خارطة فيتنام
تشهد فيتنام منذ مدة حركة اقتصادية غيرعادية تتمثل في جذب العشرات من المشاريع العملاقة كالمصانع الكبيرةوالمعامل الضخمة مانحة تسهيلات لم يسبق لها مثيل في تلك الدولة التي كانت حتى وقت قريب تخضع لنظام شيوعي شمولي أوقف عجلة الدوران فيها، ولاشك أن هذا الانفتاح أعطى دفعة قوية للاقتصاد الفيتنامي حيث بدأت الدولة بالانتعاش مستفيدة من موقعها الجغرافي القريب من الصين ومن كونها إحدى دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وقد أدركت الحكومة مؤخرا أهمية الانفتاح الاقتصادي على الدول العربية بشتى أشكاله وإعادة صياغة العلاقات العربية الفيتنامية بشكل جديد يتناسب مع طموحات القيادة السياسية في فيتنام حيث افتتحت العديد من السفارات العربية وأسست عشرات الملحقيات الاقتصادية ومكاتب التبادل التجاري وباشرت بالفعل كبريات الشركات الفيتنامية بتوقيع مئات العقود مع الحكومات العربية سواء في دول الخليج أو مصروالجزائروغيرها، ومن المفيد أن نشير إلى أن عشرات المكاتب التجارية التي كانت موجودة في الصين وتتولى عمليات تصدير البضائع والمواد الخام إلى الدول الشرق أوسطية قد سارعت إلى افتتاح فروع لها في فيتنام نظرا لأهمية المرحلة القادمة لتلك البلاد، وما إن أغلقت بعض الدول العربية أسواقها أمام المنتجات الآسيوية وكذلك استقدام الأيدي العاملة الآسيوية حتى سارعت فيتنام إلى إرسال البديل بشروط العرب وعقودهم مما أعطى أثرا وانطباعا إيجابيا نحو فيتنام والأيدي العاملة الفيتنامية، وبقي أن نقول أنه من المحتمل أن ترسل فيتنام عشرات الآلاف من الخدم والأيدي العاملة إلى السعودية والإمارات والكويت وبعض الدول الآخرى بعد أن أغلقت تلك الدول الباب أمام اندونيسيا والفلبين وتايلند في سلسلة الحوادث الأخيرة المعروفة.

د. رشيد بن محمد الطوخي

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

قصة حياة جنرال اندونيسيا الحديدي "سوهارتو"


سوهارتو
ولد سوهارتو في 8 يونيو1921 أبان الاستعمار الهولندي، لأسرة تشتغل بالزراعة في وسط جزيرة جاوا، وعاش متنقلا بين أمه وأبيه وأقاربه بعد انفصال والديه ولم يكن قد جاوزعمره السنتين. تلقى سوهارتو تعليمه في مدرسة جاوية محلية، ثم عمل لفترة قصيرة في أحد البنوك ليلتحق بعد ذلك بجيش الاحتلال الهولندي سنة 1940. وفي سنة 1942 رقي سوهارتو لرتبة رقيب ،وبعد اجتياح القوات اليابانية لإندونيسيا إبان الحرب العالمية الثانية اقتنع سوهارتو بإمكانية تحرير إندونيسيا من الاستعمار الهولندي فانضم إلى القوات اليابانية. وفي سنة 1945 التحق بالجيش الإندونيسي حديث التأسيس بعد استسلام اليابان في نفس السنة وإعلان إندونيسيا الاستقلال، وشارك في حرب السنوات الخمس ضد هولندا والتي انتهت باحتلال القوات الهولندية للعاصمة جاكرتا ومدينة جوكجاكرتا.غير أن عمليات عسكرية قادها سوهارتو مكنت من استعادة جوكجاكرتا ومن ثم موافقة هولنداعلى الانسحاب من كامل الأراضي الإندونيسية باستثناء إقليم إيريان جايا الذي قاد سوهارتو حملة لاسترجاعه سنة 1960. بعد الاستقلال تدرج سوهارتو في سلم الرتب العسكرية حتى انتهى إلى قيادة القوات الخاصة بحماية الأمن القومي والتي قاد بها العديد من العمليات العسكرية الناجحة للقضاء على حركات التمرد في مناطق متفرقة من إندونيسيا. كما استطاع سوهارتو أن ينقذ حكم الرئيس سوكارنو سنة 1965 بقضائه على المحاولة الانقلابية التي شارك فيه أعضاء من الجيش الإندونيسي بالتحالف مع الحزب الشيوعي، وقاد بعدها سوهارتو حملة تطهير واسعة ضد الشيوعيين. وفي عام 1966 أقنع سوهارتو الرئيس سوكارنو بأن يمنحه سلطة إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد والتي كانت نقطة التحول في الدور السياسي لسوهارتو حيث عينه البرلمان رئيسا بالوكالة سنة 1967 ثم رئيسا منتخبا سنة 1968 ليصبح الرئيس الثاني لإندونيسيا. عرف عن سوهارتو اهتمامه بالجانب الأمني لإندونيسيا وقد زاد تركيزه عليه بعد توليه الرئاسة، ففي سنة 1975 أرسل قوات إندونيسية لتضم إقليم تيمور الشرقية إلى إندونيسيا بعد خروج الاستعمار البرتغالي منه.كما سعى إلى إعادة العلاقات السياسية مع الدول الغربية فأعاد عضوية إندونيسيا في الأمم المتحدة بعد أن كانت قد انسحبت منها في عهد الرئيس سوكارنو بسبب اختيار ماليزيا في عضوية إحدى مؤسسات الأمم المتحدة، كما أعلن سوهارتو احترام إندونيسيا لجارتها ماليزيا. وعمل في بداية حكمه على تجميد العلاقات مع الصين. ومن ناحية أخرى قوى سوهارتو مكانة بلاده الإقليمية فقادت إندونيسيا في عهده منظمة شعوب جنوب شرق آسيا "آسيان" وشاركت في محاولات السلام في كمبوديا. وسعى سوهارتو في التسعينيات من القرن المنصرم إلى إعادة تطبيع العلاقات مع الصين من جديد. ففي عهده ازدهر الاقتصاد الوطني وأقدم المستثمرون الدوليون على الاستثمار في إندونيسيا، وتقدمت حركة الصناعة وتحقق رخاء اقتصادي للمجتمع الإندونيسي لم يشاهد من قبل. كما اهتم سوهارتو بالبنية الاجتماعية فطور التعليم وحقق قدرا كبيرا من التأمين الصحي. غير أن ملامح أزمة اقتصادية حادة بدأت تلوح على إندونيسيا وبدأت الروبية الإندونيسية تفقد قيمتها وارتفعت نسبة التضخم بشكل كبير واتسعت دائرة البطالة وأعلن مدراء صندوق النقد الدولي استحالة استقرار الاقتصاد الإندونيسي مع وجود سوهارتو في الحكم. ومارس سوهارتو إجراءات تقشف اقتصادية سنة 1998، وقد أحدثت الإجراءات أزمة ثقة في نظامه على المستوى الداخلي. وفي مارس/ آذار 1998 أعاد مؤيدو سوهارتو في البرلمان انتخابه رئيسا للبلاد للمرة السابعة. ولم يمض من ولاية سوهارتو إلا شهور قليلة حتى خرج الطلاب في مظاهرات عارمة استحلوا أثناءها العاصمة جاكرتا وحاصروا البرلمان مطالبين بإصلاحات ديمقراطية لينتهي الأمر باستقالة الرئيس سوهارتو في 21 مايو/ أيار 1998 فتولى نائبه حبيبي رئاسة البلاد لفترة مؤقتة إلى حين قيام انتخابات عامة. استقر سوهارتو بعد مغادرته للحكم برفقة أسرته في إحدى ضواحي جاكرتا، متواريا عن الأنظار والظهور الشعبي إلا قليلا.  وضع سوهارتو سنة 2000 في بيته تحت الإقامة الجبرية عندما بدأت السلطات بالتحقيق في ثروته. ولم يحضر سوهارتو المحاكمة التي اتهم فيها باختلاس 571 مليون دولار، لتمويل مشاريع يديرها أفراد من أسرته، نظرا لحالته الصحية المتدهورة. ثم أعلن عن محاكمته من جديد سنة 2002، لكنها توقفت بعد أن أعلن الأطباء عن إصابة سوهارتو بمرض في الدماغ، ثم تكاثرت عليه الأمراض بعد ذلك الأمر الذي أجل محاكمته إلى حدود سنة 2005. وقد أعيد فتح ملف محاكمته سنة 2006، وطولب بإجراء فحوصات طبية على سوهارتو لإثبات إمكانية محاكمته . وقد رفضت المحكمة العليا في إندونيسيا سنة 2007 تعويض سوهارتو بمبلغ 128 مليون دولار، كانت محكمة صغرى قضت له به ضد مجلة تايم الأميركية بسبب اتهامها إياه باختلاس مبالغ كبيرة. حكم اندونيسيا على مدى 32 عاما توفي يوم الأحد 27 يناير 2008. .
تولى رئاسة اندونيسيا بعده كل من يوسف حبيبي ثم عبد الرحمن وحيد ثم ميجاواتي سوكارنو ثم سوسيللو بامبانج يودويونو

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

حركة رجال العرب الاحرار


التعريف 
تأسست حركة رجال العرب الأحرار من عدد من المثقفين والمفكرين والإعلاميين العرب في مدينة سدني الاسترالية عقب الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة أواخر عام 2005م وما لبثت أن امتدت إلى باقي مدن استراليا وبعض الدول المجاورة.. ولما كانت الحركة ثقافية، فكرية، اجتماعية فقد لاقت قبولا واسعا لدى أبناء الجالية العربية وذوي الأصول العربية في استراليا ودول جنوب شرق أسيا حيث وجدوا في هذا التجمع ما يطمحون إليه من امتداد ثقافي وفكري مع لغتهم وحضارتهم وتاريخهم العربي المشرف، وفي نفس العام شهدت كل من ماليزيا واندونيسيا وتايلاند وهونغ كونغ والصين امتدادا للحركة عبر انضمام معظم ابناء الجاليات العربية إليها مما جعل هناك تواصلا بين العرب في تلك الدول، وهو تواصل ثقافي وفكري وإعلامي في طبيعته، فالحركة تنأى بنفسها عن التنافسات والإشكالات السياسية وتبتعد كليا عن الخلافات والاختلافات بين الأمة العربية، بل تنادي بالتعاضد والتكاتف والالتفاف الفكري والثقافي حول روح الأمة مستلهمة الشجاعة من تاريخها العريق وحضارتها العميقة عمق التاريخ نفسه، وتتطلع إلى غد مشرق ومنير بعيدا عن كل ما نشهده من مآسي وضياع وتشتت، فالحركة في ذاتها وأفرادها وأهدافها هي حركة فكرية ثقافية اجتماعية مشرعة الأبواب لكل رجال العرب ونسائهم ولشبابهم وشاباتهم بغض النظر عن الدين أو المذهب أو الاتجاه، والحركة خيرية تطوعية ذاتية لا تتلقى الدعم من احد وليس للانتساب أو الانضمام إليها أي اشتراكات أو رسوم

التأسيس
تأسست الحركة في أواخر عام 2005م في مدينة سدني الاسترالية على يد الناطق الرسمي باسمها " رشيد بن محمد الطوخي " ثم ما لبثت أن امتدت إلى بعض الدول المجاورة ليكون لها بعد ذلك مجلس الإدارة العامة ويرأسه الناطق الرسمي باسم الحركة
الأهداف
تهدف الحركة إلى إيجاد مجتمع عربي متكاتف ومتكامل في المهجر والى تعريف المغتربين العرب وذوي الأصول العربية بتاريخهم وحضارتهم العريقة، وبمد جسور التواصل مع أوطانهم فكريا وثقافيا واجتماعيا
النشاطات
للحركة حاليا العديد من النشاطات مثل:
- إصدار البيانات المختلفة وتعميمها على وسائل الإعلام المحلية والعالمية
- التواصل الفكري الثقافي بين الأعضاء
- رصد النشاطات الاجتماعية العربية في المهجر وتوجيهها
- رصد النشاطات الثقافية والفكرية المعادية للأمة العربية وتاريخها وحضارتها والرد عليها وتفنيدها
- التواصل بين المغتربين العرب وذوي الأصول العربية في مختلف الدول
- عقد الاجتماعات الفصلية والسنوية والتدارس حول اخر المستجدات الثقافية والفكرية والأدبية والاجتماعية
- التناصح والتكافل والتعاضد فيما بين العرب في المهجر على اختلاف فئاتهم وأعمالهم وأعمارهم
- تقديم النصح والرعاية للطلبة العرب في المهجر
- توجيه المغتربين الجدد وتعريفهم بالدولة وتقديم النصح الاجتماعي لهم
- إقامة المهرجانات والندوات والمؤتمرات الثقافية والفكرية للتعريف بالعرب وتاريخهم وحضارتهم وإنجازاتهم على مدى قرون طويلة
- رصد أي خلافات أو اختلافات بين أبناء الأمة ومعالجتها قبل أن تكبر وتستفحل
- استقطاب الكتاب والمثقفين والمفكرين والإعلاميين الأجانب وتعريفهم بالتاريخ والحضارة العربية .

السبت، 29 أكتوبر 2011

نجيب عبد الرزاق ... ماليزيا واحدة

لا شك ان رجل ماليزيا الاول الان السيد نجيب عبد الرزاق كان ولايزال صاحب رؤيا ثاقبة وبعيدة المدى فيما يخص تطور ماليزيا او الحفاظ على الاقل على ماوصلت اليه من تطور ، مع انقاذ الاقتصاد الوطني الماليزي والحيلولة دون تاثره بالازمات العالمية الاقتصادية المتتالية ، وعدا عن هذا وذاك فان الرجل الحديدي كما يسميه البعض كان قد ادرك جميع المخاطر التي تحيط ببلاده وبالذات تلك الناجمة عن تعدد الاعراق والاصول والاديان في ماليزيا ، ولعل الاخيرة تعد من اخطر مايمكن ان تواجه اي دولة لو استغلها ضعاف النفوس والمرجفين والمتربصين بالدولة والمجتمع ومنذ اليوم الاول لاستلامه مسؤولياته كرئيس للوزراء استطاع السيد نجيب ان يضع بلورة ونواة جديدة للتعاون والانجاز فأطلق حملة ماليزيا واحدة وشعب واحد والتي التف حولها الجميع على اختلاف اعراقهم واديانهم ومذاهبهم ، فجمعهم تحت مظلة بناء ماليزيا ووحدة ومصالح ومستقبل ماليزيا ، وبهذا استطاع هذا الرجل وبكل حنكة وحكمة وحزم وضع مخطط تنموي مهمته الاساسية الحفاظ على المكتسبات الوطنية والتي قطعت شوطا كبيرا قياسا بدول جنوب شرق اسيا وتنميتها ، ومن المعروف ان السيد نجيب الناجح اقتصاديا كفكر ومنهاج وعسكريا كحزم وبعد رؤيا ، قد رسم سياسة جديدة لماليزيا قائمة اساسا على الحفاظ على مكتسبات الماضي والعمل على المزيد من هذه المكتسبات والانجازات وتطورها ، فخاطب الشباب في معاهدهم وجامعاتهم ، كما ناشد الموظفون والعمال في مواقعهم واعمالهم ، وتوجه بالنداء الى الماليزيين ككل في مختلف اماكن تواجدهم ولا ادل على خمود بعض الفتن التي حاول البعض اشعالها من سياسة هذا الرجل الحازمة والجادة في القول والعمل ، ولا اخفي سرا اذا قلت انني في كل مرة اشاهد فيها السيد نجيب او اسمع لحديثه سواء في السابق عندما كان نائبا او الان وذلك من خلال عملي كاعلامي كنت اشعر انني امام رجل غير عادي ومسؤول ليس كباقي المسؤولين ، وان دولة كماليزيا في هذه الظروف الحالكة التي تمر بها المنطقة على المستوى الاقليمي والعالمي هي اكثر ماتكون بحاجة الى مثل هذا المسؤول وبرنامجه وخطوات اصلاحه.
د. رشيد بن محمد الطوخي .

الخميس، 27 أكتوبر 2011

أضواء على مقتل القذافي

القذلفي لحظة القبض عليه
كثرت ردود الافعال حول طريقة مقتل العقيد معمر القذافي على ايدي ثوار ليبيا بعد وقت قليل من أسره في مدينة سرت.... وكانت في مجملها تنتقد الطريقة التي قتل بها العقيد الا أن هنالك جانب لا بد لنا ان نوضحه لبعض القراء لعله يلقي الضوء على الحدث الذي شغل الكثيرين من العامة والخاصة حتى ان الرئيس الايراني صرح : أن قتل القذافي كان لإخفاء اسرار تخشى امريكا من كشفها .؟ ولا شك ان قتل العقيد كان خطأ كبيراً من الناحية الانسانية والسياسية الا ان تحميل هذا الخطأ لقيادة المجلس الانتقالي الليبي هو خطأ اكبر فالقذافي لم يعلن انه سيسلم نفسه حتى تجعل له قيادة المجلس ترتيباً امنياً يحفظ حياته . كما انه وقع بيد مجموعة من الشباب الصغار "الثوار" القادمون الى سرت من مختلف المحافظات والذين لا هم ولا شغل لهم الا البحث عن فلول النظام وعلى رأسهم القذافي ولما فوجئ الشباب بوجوده اسيراً بدأت ردود الفعل تتوالى منهم ومن المحيطين بهم دون اي تفكير بالعواقب وكل الذي كانو يفكرون به هو ما حل ببلادهم واهلهم وأسرهم وبهم انفسهم ، ولذلك شاهدنا الضرب والاهانة كرد فعل ، واما القتل فإن احد لم يشاهده واقصد هنا لحظة اطلاق الرصاص مما يعني ان قاتل القذافي وعلى اغلب الظن - واقول اغلب الظن - هو ممن فقد اسرته او اهله او بعضاً منهم ولم يحتمل رؤية القذافي امامه حياً ، ولا ننسى هنا دور القبيلة والثأر وردود الافعال الاجتماعية حيال تلك الامور ،اذ انه في هذه اللحظه يصعب جداً السيطرة على الموقف مالم يكن مرتباً له من قبل .. فلا نلوم القاتل ولا نوجه له أي اتهام كبيراً كان أم صغيراً ، فالمسألة برمتها هي رد فعل بسيط لفعل جلل وعظيم قام به العقيد ضد أبناء شعبه ، واعتقد مثلي مثل المئات غيري ان القذافي لو بقي حياً لمات في كل يوم مئات المرات وان الذي قتله اسدى له خدمه كبيرة اذ انه انهى ببساطه اسطورته وما كان سيترتب عليها من تطورات محليه واقليميه ودولية .

د . رشيد بن محمد الطوخي


الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

د. رشيد بن محمد الطوخي - السيرة الذاتية

ولد في مدينة دمشق عاصمة الجمهورية العربية السورية في  3 - 1- 1966 ونشأ وتلقى تعليمه فيها ثم أقام بعدها في دول عديدة ، حيث تنقل بحكم عمله في معظم الدول العربية والأوروبية والآسيوية وعدد من دول إفريقيا ، حصل على الماجستير في العلوم السياسية عام 1999م ونال الدكتوراه في السياسة والاقتصاد عام 2005م وله العديد من المؤلفات الأدبية والتاريخية والسياسية ، منها : كتاب دولة الإمارات العربية المتحدة - التاريخ والتطور ، والذي استعرض فيه مراحل تطور الإمارات العربية قبل الاتحاد وبعده وله أيضا كتاب آهات كويتي وهي مجموعة قصص أخذت من واقع الأحداث ، وكذلك ذاكرة أسير كويتي ويوميات جندي في الكويت والتي صدرت عام 1997م وله قاموس الرشيد السياسي وهو من أربعة أجزاء الأول عن المصطلحات السياسية والدول والثاني عن الرؤساء والملوك والقادة والثالث عن الأحزاب والتنظيمات والأخير عن العلماء والمفكرون ، وكذلك المعادلات الصعبة في الجزائر وهو دراسة شاملة عن الأوضاع العامة في الجزائر ، إضافة إلى كتاب عرب في أفغانستان وكتاب الغرباء في الأرض ، ، وأصدر في عام 2002م تنظيم القاعدة البداية والنهاية ، كما له مئات الأبحاث والمقالات في الصحف العربية والأجنبية وأسس في فرنسا عام 1998م مؤسسة الوقائع للدراسات الإعلامية والنشر وأصدر في نفس العام " مجلة الوقائع الدولية " وهي سياسية إخبارية مستقلة وتولى رئاسة تحريرها وفي عام 2005م أطلق بالعاصمة الماليزية " كوالالمبور " محطة الوقائع الفضائية وهي محطة إخبارية محدودة تبث تجريبيا في معظم دول جنوب شرق أسيا واستراليا حيث اتسع نشاط مؤسسة الوقائع الإعلامي ليشمل معظم هذه الدول فقد افتتح في سدني مكتبا إقليميا للمؤسسة وأسس "حركة رجال العرب الأحرار" من العام نفسه مع مجموعة من العرب المغتربين ومن ذوي الأصول العربية وهي حركة فكرية ثقافية أدبية اجتماعية تنادي بالالتفاف حول العروبة والقيم العربية الأصيلة وتسعى إلى ابراز الصورة الحقيقية للأمة العربية وحضارتها والى قراءة التاريخ العربي الصحيح وتولى منصب الناطق الرسمي باسمها . حاصل على العديد من الأوسمة والجوائز التقديرية من ماليزيا واندونيسيا وسلطنة بروناي والصين وجائزة التعاون الأدبي من جمعية الملايو حول العالم وشهادة تقدير من المركز الإسلامي بجزيرة كولون في "هونغ كونغ " وشهادة الصداقة من جمعية أبناء قومية تشنجان بالصين ، كما انه تولى منذ عام 2008م ادارة المؤسسة العربية للتنمية والمساعدات الانسانية ، وهي مؤسسة خيرية انسانية تحاول تخفيف المعاناة عن المتضررين جراء الاحداث والكوارث الطبيعية وكذلك تقديم العون والمساعدات المتنوعة  للمحتاجين من الايتام والطلبة وضحايا الكوارث المختلفة في دول جنوب شرق اسيا .