الأحد، 20 يناير 2013

المواطن السوري في قاموس النظام والدولة


بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي
قد يستغرب القارئ كثيراً من واقع المواطن السوري داخل سورية في ظل حكم نظام البعث لأكثر من اربعين عاماً ومرد هذا الاستغراب يعود الى حقوق المواطن داخل وطنه والتي تكاد تكون معدومة تماماً ابتداءاً بحقه بالعيش الكريم وانتهاء بأصغر ميزة ممكن ان يحصل عليها كمواطن قياساً بالدول الاخرى ففي ظل البعث والدولة الامنية اصبح المواطن محروماً من كل شيء بما فيها حقه بالكلام والتعبير والاكل والشرب والشراء والتملك والسفر والعمل والدراسة وكل الحقوق الطبيعية الاخرى ، فعلى سبيل المثال لا يحق له عمل أي شيء الا بموافقة أمنية ولا يحق له شراء ما يريد الا عبر المؤسسات المختصة مثل "الشاي والسكر والطعام التي كانت بكوبونات خاصة وكذلك التملك" والعديد العديد من المزايا التي حرم منها فقط لانه سوري وكلها كانت بحجة الصمود والتصدي والحرب مع اسرائيل التي لم تقع حتى الان ، وكل شيء محروم ومصادر وممنوع حتى انه صار يحسد مواطني اي دولة اقل منه نظراً لما يتمتعون به من مزايا ،ولنأخذ امثلة على ذلك وهي عديده وكثيرة اولها حق السفر والحصول على جواز السفر حيث ان اي خطوة مقرونه بموافقات امنية تبدأ بفرع وتنتهي بأفرع عديدة وكلها أمنية وعسكرية لا تمت للموضوع بصلة ومن ثم اذا حصل على جواز السفر لا يحق له السفر الا بموافقة ثانية للسفر وهي لا تمنح الا بعد سؤال وجواب وهكذا .. ثم ان المواطن السوري داخل سورية لا حقوق ولا عزة له بموجب المواطنة فاي مواطن اخر مقيم بسورية هو أعز منه واقوى منه بحكم المال والقربى  فالعراقي والايراني والفلسطيني واي جنسية اخرى تتمتع بسوريا بمزايا وخصائص يتمناها المواطن السوري ويعتبرها حلماً.. علماً ان اي مواطن آخر يستطيع ان يمتلك منزلاً في سورية الا السوري نفسه هنالك عشرات الشروط والقوانين والعراقيل .. وعلى هذه القواعد يتم القياس.. فمقابل كل عشرة لا .. هنالك نعم واحده ولهذا فإن المواطنة معدومة في سورية والحب والولاء الوحيدين في نفس المواطن السوري هما للوطن وللارض الطاهرة فقط .. وهنا لابد من الاشارة الى ان السفارات في معظمها تنتهج نفس الاسلوب في تعاملها مع المواطن السوري اذ ان المواطن لا يزال يعتقد انه يراجع مؤسسة امنية لا هيئة دبلوماسية وان اختلف الامر من سفارة الى اخرى إلا ان العرف السائد هو اصطياد المواطن ففي عرف السفارات كلها انها تقف مع مواطنيها سواء كان مخطئاً او على حق الا السفارات السورية فهي ضد المواطن اينما ذهب وكيفما كان الا اذا كان من اهل القاف . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.