الجمعة، 13 يناير 2012

باكستان .. أضواء على الأحداث



لا شك أن الأزمة الحالية في باكستان قد انعكست سلبا على الأوضاع في المنطقة خاصة وأن أزمة الثقة ما بين الساسة والعسكر قد وصلت إلى حد طلب المؤسسة العسكرية من الرئيس الباكستاني زرداري الانسحاب من مسؤولياته ولكن وفق الدستور أي بدون انقلاب عسكري وهو ما اعتادت عليه باكستان منذ القدم ، ونستطيع القول أن باكستان دولة نشأت في جو من التوترات والمتناقضات وكدولة تواجه التحديات العديدة لا يستطيع أن يحكمها غير العسكر وهو ما ذكره الرئيس السابق برويز مشرف قبيل استقالته عام 2008 حيث أكد للعديد من المراقبين والمهتمين بأن باكستان لا يمكن أن تهدأ إلا تحت ظل الجيش وقائد عسكري يدير البلاد ، وهاهو التاريخ يعود من جديد حيث فشل الساسة في إدارة البلاد وتحت كل المسميات وعاد الجيش إلى الصدارة ولكن بطرق الساسة ، مشرف الذي قرر العودة إلى باكستان مؤخرا (عبر السعودية) صرح بأنه سيعود رغم كل الأحكام التي صدرت ضده وأن دوره كقائد عسكري ورئيس سابق لم ينته بعد ، حيث يرى المراقبون والمحللون أن عودة مشرف إذا تمت وفق المخطط لها قد تؤهله للعودة إلى كرسي القيادة من جديد لأنه لا يزال يحتفظ بولاء معظم قطاعات الجيش والأجهزة الأمنية له ، علما أن إحدى المحظورات الثلاث في المعادلة السياسية والعسكرية الباكستانية وهم (قضية كشمير والبرنامج النووي والجماعات الإسلامية) هي التي جعلت مشرف يقدم استقالته من منصبه وذلك عندما أعطى الأوامر باقتحام المسجد الأحمر والذي أدى بدوره لإراقة الدماء داخل المسجد وأجج غضب الإسلاميين ضده والذين كانوا حتى الأمس القريب من أكثر المؤيدين والداعمين له . مشرف قد يكون استفاد كثيرا من فترته السابقة ويحمل في جعبته العديد من الخطط والبرامج الإصلاحية ، إلا أن السؤال المطروح الآن هل ستقبل القيادات العسكرية الجديدة والسياسية الحالية بعودته إلى سدة الحكم أم بعودته إلى باكستان لتأسيس حزب معارض فقط ..؟

د.رشيد بن محمد الطوخي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.