الجمعة، 20 يناير 2012

امة تغار من تاريخها الأمم



عندما تستهين وتستصغر أو تقلل الولايات المتحدة الأمريكية من شأن العرب وتحاول الإيحاء للعالم اجمع عبر إعلامهم المملوك بأن العرب امة مهانة وصغيرة فهذا بلا شك لأنها تهابهم وتخشاهم وتلك حقيقة واضحة لكل من يرى بعينيه لا بأذنيه ، والا لماذا لم تقلل واشنطن من شأن الأمم والدول الأخرى..؟ لماذا لم تستهن بوسط وجنوب وغرب إفريقيا على سبيل المثال لا الحصر ؟ أو دول جنوب شرق أسيا ؟ أو الدول الاسكندنافية ؟ أو أوروبا الشرقية سابقاً ؟ لماذا لم تذكر دول أمريكا الجنوبية ؟ لماذا لا تخشى ولا تهتم إلا للعرب وتحاول دائما إظهارهم بمظهر التخلف والصفات الدنيا على اختلافها ؟ هل لديها قرارات قادمة للعرب تخشى منها ؟ أم تتوقع لهم واقعا يختلف عن واقعهم الحالي..؟ هناك تساؤلات عديدة يحاول المراقبون إيجاد إجابات لها ومن ضمنها ما ذكرنا سابقا ، فواشنطن صاحبة الفصل والوصل في العالم حالياً تراها تهتز وترتعد وتقيم الدنيا وتقعدها إذا كان الأمر يخص العرب من قريب أو بعيد وتهتم لأصغر شؤون الأحداث خائفة مرتعدة مهزوزة من أي تحرك عربي رسمي كان أم شعبي ، كبيرا أو صغيرا، وما ذاك إلا لان حساباتها في المنطقة تختلف عن مفاهيمنا للأوضاع وعن تقديراتنا للأحداث، فالضعف الذي يسكن بين ثنايا قلوبنا أساسه الجهل بقدراتنا ومقدراتنا حتى أن البعض منا تخلى عن ماضيه وحاضره إرضاء ( لسيدة العالم ) التي يعتقد بعضنا الآخر إنها قوة سحرية لا تقهر ومن الخطأ عنادها، والنتيجة كانت التبعية دون وعي أو علم حتى إذا أعلنت دولة ما أنها لن تستسلم ولن تهادن سارعت باقي الدول الشقيقة والصديقة لثنيها عن مواقفها والنصح لها بطرق أبواب العم سام .
أمريكا لا تملك وصفات سحرية كما يتخيل للبعض وليس عندها عصا موسى ولا خاتم سليمان واكبر دليل على ذلك الأحداث السابقة والحالية في العراق وأفغانستان فقد فشلت كل تكنولوجيا التسلح لديها في وقف المقاومة المشروعة ، تماما كما فشلت قبلها إسرائيل وغيرها من صنوف الاستعمار وأنواعه ، والاستعمار هو نفسه الاستعمار قديما كان أو حديثا فأوطان العرب "بعضها على الأقل" سقطت في أيدي لصوص الأرض - أمريكا وحلفائها - والتي رسمت أخبث السياسات للذهاب بها رويدا رويدا ، فكيف نستغرب الدعوة إلى التسلح بشتى أشكاله وكذلك الاهابة بأهل النجدة أن يوطنوا أنفسهم على التضحية في سبيل الحرية والكرامة ، كيف نستنكر صناعة الموت في امة يتواثب حولها الجزارون من كل فج وصوب. ولا شك أن أمريكا وحلفائها ألان يحاولون تحطيم معنويات بعض الأمم العربية والإسلامية والضغط عليهم اقتصاديا وسياسيا وغير ذلك في محاولة للسيطرة الكاملة والتبعية التامة فالحصار وقطع المعونات والتلاعب بالاقتصاد وتجميد الأرصدة وكل أنواع الحروب الاقتصادية هدفه النهائي دفع هذه الدول إلى دائرة الفقر والحاجة فالجوع والفقر عندما يطول امدهما يتركان في النفوس ندوبا سيئة ويدفعان الأفكار في مجرى ضيق كالح يتوقف معها عمل العقل وتبدأ طلبات الحاجة وهذا ما تريد أن تصل إليه أمريكا في المنطقة.. تاريخ الأمة العربية مليء بالذين يحاولون طمس هويتها وإيذائها ومليء بالذين أساءوا واخطأوا بحق العرب.. لكنهم ذهبوا وبقي العرب ، وانقرضوا وساد العرب ، فهذه الأمة امة الخير من المحيط إلى الخليج وعلى أكتافها قامت الأمم والحضارات وساد الخير والسلام في ربوع المعمورة لأنها إذا نهضت نهض العالم كله وإذا ازدهرت عم الخير أنحاء العالم ،فعلينا الانتباه والتيقظ وعدم الاستهانة بماضينا وحاضرنا والافتخار دوما بتاريخنا وحضارتنا عبر السنين.

د. رشيد بن محمد الطوخي

الجمعة، 13 يناير 2012

باكستان .. أضواء على الأحداث



لا شك أن الأزمة الحالية في باكستان قد انعكست سلبا على الأوضاع في المنطقة خاصة وأن أزمة الثقة ما بين الساسة والعسكر قد وصلت إلى حد طلب المؤسسة العسكرية من الرئيس الباكستاني زرداري الانسحاب من مسؤولياته ولكن وفق الدستور أي بدون انقلاب عسكري وهو ما اعتادت عليه باكستان منذ القدم ، ونستطيع القول أن باكستان دولة نشأت في جو من التوترات والمتناقضات وكدولة تواجه التحديات العديدة لا يستطيع أن يحكمها غير العسكر وهو ما ذكره الرئيس السابق برويز مشرف قبيل استقالته عام 2008 حيث أكد للعديد من المراقبين والمهتمين بأن باكستان لا يمكن أن تهدأ إلا تحت ظل الجيش وقائد عسكري يدير البلاد ، وهاهو التاريخ يعود من جديد حيث فشل الساسة في إدارة البلاد وتحت كل المسميات وعاد الجيش إلى الصدارة ولكن بطرق الساسة ، مشرف الذي قرر العودة إلى باكستان مؤخرا (عبر السعودية) صرح بأنه سيعود رغم كل الأحكام التي صدرت ضده وأن دوره كقائد عسكري ورئيس سابق لم ينته بعد ، حيث يرى المراقبون والمحللون أن عودة مشرف إذا تمت وفق المخطط لها قد تؤهله للعودة إلى كرسي القيادة من جديد لأنه لا يزال يحتفظ بولاء معظم قطاعات الجيش والأجهزة الأمنية له ، علما أن إحدى المحظورات الثلاث في المعادلة السياسية والعسكرية الباكستانية وهم (قضية كشمير والبرنامج النووي والجماعات الإسلامية) هي التي جعلت مشرف يقدم استقالته من منصبه وذلك عندما أعطى الأوامر باقتحام المسجد الأحمر والذي أدى بدوره لإراقة الدماء داخل المسجد وأجج غضب الإسلاميين ضده والذين كانوا حتى الأمس القريب من أكثر المؤيدين والداعمين له . مشرف قد يكون استفاد كثيرا من فترته السابقة ويحمل في جعبته العديد من الخطط والبرامج الإصلاحية ، إلا أن السؤال المطروح الآن هل ستقبل القيادات العسكرية الجديدة والسياسية الحالية بعودته إلى سدة الحكم أم بعودته إلى باكستان لتأسيس حزب معارض فقط ..؟

د.رشيد بن محمد الطوخي

الأحد، 8 يناير 2012

الخادمات الإندونيسيات وحقوقهن الضائعة


د. رشيد بن محمد الطوخي
لا شك أن هناك قطاعا كبيرا تأثر من جراء توقف سفر الأيدي العاملة الإندونيسية إلى السعودية وخصوصا الخادمات، ويعود ذلك إلى أن المملكة العربية السعودية تستقدم سنويا ما يقارب 250 ألف عاملة منزل من اندونيسيا وحدها إلا أن الأزمة التي تم بسببها إيقاف استقدام الخادمات لم تجد طريقها للحل وذلك لتعنت السلطات السعودية تجاه مطالب الجهات الرسمية الاندونيسية والتي تطالب معظمها بضمان حقوق العاملات وإعطائهم الحد الأدنى من الحقوق حيث أن القوانين السعودية تضمن حقوق المواطن السعودي فقط دون مراعاة لحقوق العاملة كاستلام رواتبها أو تعرضها للأذى والاغتصاب وما شابه، علما أن عدد العاملات الأندونيسيات في السعودية وحدها الآن حوالي 750 ألف عاملة ما بين رسمية ومتجاوزة لقوانين العمل والإقامة، وتستقبل السفارة الإندونيسية في الرياض وقنصليتها في جدة حوالي 25 شكوى يوميا معظمها يدور حول عدم اعطاء رواتب إضافة إلى تحرش جنسي وضرب وتهديد وغيره، ويرى المراقبون أن الاستغلال القائم ضد العمالة المنزلية يعود إلى سوء تنظيم الاستقدام إضافة إلى التزوير والتحايل الجاري في البيانات الرسمية كالعمر والراتب وما شابه، وتسعى الحكومة الاندونيسية منذ فترة إلى تنظيم تصدير العمالة من خلال مكاتب رسمية مرخصة وتقوم بحملات مداهمة وتفتيش دائم بحثا عن العاملين في هذا القطاع بدون إذن رسمي وهم كثر ومعظمهم من العرب الذين وجدوا في تصدير العمالة طريقا سريعا للربح دون مراعاة للقوانين الإندونيسية ولحقوق الإنسان، علما أن هناك لجان شعبية ورسمية من منظمات عدة ومن حقوق الإنسان تجمع قوائم بأسماء العاملين في تصدير الخدم والعمالة وطريقة تعاملهم وأسماء المكاتب التي يتم التصدير إليها ومصير العمالة المرسلة وذلك على شكل ملفات وقوائم لتقديمها إلى رئاسة الجمهورية وللأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العالمية ، كما يتم الآن إعداد تقارير تلفزيونية عن بعض المقيمين العرب الذين يقومون بتصدير العمالة للخارج والسماسرة الموجودين في إندونيسيا وطريقة عملهم وأسماء المكاتب التي تتعامل معهم وذلك لعرضها في محطات تلفزيونية عالمية لأهمية هذا الأمر بالنسبة لحقوق الإنسان، إذ أن الجرائم التي ترتكب في حق تلك الفئة من الناس تعد الآن من الجرائم العالمية والمتاجرة بالبشر والشواهد على ذلك كثيرة. ولقد وصل الأمر لدى البعض إلى استغلال تلك العمالة في أسوأ صوره بل أن مئات العاملات يؤكدن عدم استلامهن للرواتب منذ سنوات وبعضهن تعرضن للاستغلال الجنسي وهناك مكاتب تتحايل على العاملات ليجدن أنفسهم في النهاية في نوادي ليلية أو ملاهي أو ما شابه ، والشواهد على ذلك كثيرة. وهنا أقول يجب على حكومة المملكة العربية السعودية إعادة النظر في القوانين المعمول بها حول العمالة المنزلية ونص قانون يحمي حقوق تلك الفئة كما يحترم إنسانيتها، وتطبيق القانون على الجانب السعودي والأجنبي معاً وعدم التعامل مع تلك الفئة بمنظور الدونية ، كما أدعو الحكومة الاندونيسية والجهات المختصة إلى تشديد الرقابة حول من يمارسون تلك المهنة دون إذن رسمي وهم كثر ويمكن الرجوع إلى قوائم بعض المنظمات الإنسانية وحقوق الإنسان لتحديد عشرات الأسماء والعناوين للذين يمارسون السمسرة بحق تلك الفئة من الناس علما ان تلك اللجان زارت بعض السجون والمخيمات وكذلك قابلت مئات الخادمات الهاربات وسمعت قصصهن وسجلت أسماء وعناوين المكاتب والسماسرة الذين تعاملوا معهن وشكلت قوائم حمراء وأخرى أقل أهمية تمهيدا لرفعها لجمعية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ولنشرها في وسائل الإعلام العالمية والمحلية.

                                                                د. رشيد بن محمد الطوخي

السبت، 7 يناير 2012

محاضرة بجامعة سنغافورة الوطنية

خبر
د. رشيد بن محمد الطوخي
من المقرر ان يلقي د. رشيد بن محمد الطوخي محاضرة عن الاعلام العربي وآلية العمل في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة وكذلك مدى تأثيره على مجريات الاحداث الحالية . وذلك في القاعة العامة بجامعة سنغافورة الوطنية بتاريخ 28 يناير الحالي . والمعروف بان جامعة سنغافورة تأسست كمدرسة طب عام 1905 تحت اسم "كلية طب مستوطنات المضائق وحكومة ولايات ماليزيا الاتحادية"، وفي عام 1913 باسم مدرسة الملك إدوارد السابع للطب، وفي عام 1921 غُير اسمها إلى كلية الملك إدوارد السابع للطب. وفي عام 1928 أسس السير توماس ستامفورد رافلز "كلية رافلز" التي تم دمجها عام 1949 مع كلية الملك إدوارد السابع للطب إلى اتحاد مالايا (جامعة مالايا).
وبعد استقلال سنغافورة تحول اسمها إلى (جامعة سنغافورة)، وفي عام 1980 تم دمجها مع جامعة نانيانغ التي تأسست عام 1955 وأصبح اسمها (جامعة سنغافورة الوطنية).
جامعة سنغافورة الوطنية هي الآن واحدة من الجامعات الرئيسية في جنوب شرق آسيا. يوجد بها أكثر من 34.000 طالب في 13 كلية
احتلت جامعة سنغافورة الوطنية وفقا لترتيب الجامعات التي أعدته صحيفة "الوقت العالي" في أكتوبر 2005 المركز الخامس والعشرون كأحسن جامعات العالم .